( طب ) الطاء والباء أصلان صحيحان ، أحدهما يدل على علم بالشيء ومهارة فيه . والآخر على امتداد في الشيء واستطالة .
فالأول الطب ، وهو العلم بالشيء . يقال : رجل طب وطبيب ، أي عالم حاذق . قال :
فإن تسألوني بالنساء فإنني بصير بأدواء النساء طبيب
ويقال : فحل طب ، أي ماهر بالقراع . ويقال للذي يتعهد موضع خفه أين يطأ به طب أيضا . ولذلك سمي السحر طبا ; يقال : مطبوب ، أي مسحور . قال :
[ ص: 408 ] فإن كنت مطبوبا فلا زلت هكذا وإن كنت مسحورا فلا برأ السحر
وأما الذي يقال في قولهم : ما ذاك بطبي ، أي بدهري ، فليس بشيء ، إنما معناه ما ذاك بالأمر الذي أمهره ، ما ذاك بالشيء الذي أقتله علما ، كما جاء في الحديث :
فما طهوي إذا . وقد ذكرناه في بابه .
وأما الأصل الآخر : فالطبة : الخرقة المستطيلة من الثوب ، والجميع طبب . وطبب شعاع الشمس : الطرائق الممتدة ترى فيها حين تطلع . والطبابة : السير بين الخرزتين . والطبة : مستطيل من الأرض دقيق كثير النبات .
ومن ذلك قولهم : تلقى فلانا عن طبب كثيرة ، أي ألوان كثيرة .