( طر ) الطاء والراء أصل صحيح يدل على حدة في الشيء واستطالة وامتداد ، من ذلك قولهم : طر السنان ، إذا حدده . وهذا سنان مطرور ، أي محدد . ومن الباب الرجل الطرير : ذو الهيئة ، كأنه شيء قد طر وجلي وحدد . قال :
ويعجبك الطرير فتبتليه فيخلف ظنك الرجل الطرير
ومن الباب فتى طار : طر شاربه . والطرة : كفة الثوب . ويقال : رمى فأطر ، إذا أنفذ . وكل شيء حسن فقد طر ، حتى يقال : طر حوضه ، إذا طينه . والطرة من الغيم : الطريقة المستطيلة . والخطة السوداء على ظهر الحمار طرة . وطرة النهر : شفيره . وطر النبت ، إذا أنبت ; وهو من طر شاربه . قال :
منا الذي هو ما إن طر شاربه والعانسون ومنا المرد والشيب
فأما الطر الذي في معنى الشل والطرد ، فهو من هذا أيضا ; لأن من طرد شيئا وشله فقد أذلقه حتى يحتد في شده وعدوه . فأما قول
الحطيئة :
غضبتم علينا أن قتلنا بخالد بني مالك ها إن ذا غضب مطر
[ ص: 410 ] فقال
أبو زيد : الإطرار الإغراء . وهذا قريب القياس من الباب ; لأنه إذا أغراه بالشيء فقد أذلقه وأحده . وقال آخرون : المطر : المدل . والأول أحسن وأقيس . ويقال : الغضب المطر الذي جاء من أطرار الأرض ، أي هو غضب لا يدرى من أين جاء . وهو صحيح ; لأن أطرار الأرض أطرافها وطرف كل شيء : الحاد منه .