( طوف ) الطاء والواو والفاء أصل واحد صحيح يدل على دوران الشيء على الشيء ، وأن يحف به . ثم يحمل عليه ، يقال : طاف به وبالبيت يطوف طوفا وطوافا ، واطاف به ، واستطاف . ثم يقال لما يدور بالأشياء ويغشيها من الماء : طوفان . قال
الخليل : وشبه العجاج ظلام الليل بذلك ، فقال :
وعم طوفان الظلام الأثأبا
و " غم " أيضا . ومن الباب : الطائف ، وهو العاس . والطيف والطائف : ما أطاف بالإنسان من الجنان . يقال طاف واطاف . قال الله تعالى : إذا مسهم طيف من الشيطان ، و ( طائف ) أيضا . قال الأعشى :
وتصبح عن غب السرى وكأنما ألم بها من طائف الجن أولق
ويقولون في الخيال : طاف وأطاف . ويروى :
أنى ألم بك الخيال يطيف وطوافه بك ذكرة وشعوف
ويروى : " ومطافه لك ذكرة وشغوف " . فأما الطائفة من الناس فكأنها جماعة تطيف بالواحد أو بالشيء . ولا تكاد العرب تحدها بعدد معلوم ، إلا أن الفقهاء
[ ص: 433 ] والمفسرين يقولون فيها مرة : إنها أربعة فما فوقها ، ومرة : إن الواحد طائفة ، ويقولون : هي الثلاثة ، ولهم في ذلك كلام كثير ، والعرب فيه على ما أعلمتك ، أن كل جماعة يمكن أن تحف بشيء فهي عندهم طائفة ، ولا يكاد هذا يكون إلا في اليسير هذا في اللغة ، والله أعلم . ثم يتوسعون في ذلك من طريق المجاز فيقولون : أخذت طائفة من الثوب ، أي قطعة منه ، وهذا على معنى المجاز ; لأن الطائفة من الناس كالفرقة والقطعة منهم . فأما طائف القوس [ فهو ] ما يلي أبهرها .