باب العين والفاء وما يثلثهما
( عفق ) العين والفاء والقاف أصل صحيح ، يدل على مجيء وذهاب ، وربما يدل على صوت من الأصوات . قال
الخليل : عفق الرجل يعفق عفقا ، إذا ركب رأسه فمضى . تقول : لا يزال يعفق العفقة ثم يرجع ، أي يغيب الغيبة . والإبل تعفق عفقا وعفوقا ، إذا أرسلت في مراعيها فمرت على وجوهها . وربما عفقت عن المرعى إلى الماء ، ترجع إليه بين كل يومين . وكل وارد وصادر عافق; وكل راجع مختلف عافق . و قال
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي في قوله :
حتى تردى أربع في المنعفق
[ ص: 54 ] قال : أراد في المنصرف عن الماء . قال : ويقال : عفق بنو فلان [ بني فلان ] ، أي رجعوا إليهم . وأنشد :
عفقا ومن يرعى الحموض يعفق
والمعنى أن من يرعى الحموض تعطش ماشيته سريعا فلا يجد بدا من أن يعفق ، أي يرجع بسرعة .
ومن الباب : عفقه عن حاجته ، أي رده وصرفه عنها . ومنه التعفق ، وهو التصرف والأخذ في كل وجه مشيا لا يستقيم ، كالحية .
قال
أبو عمرو : العفق : سرعة رجع أيدي الإبل وأرجلها . قال :
يعفقن بالأرجل عفقا صلبا
قال
أبو عمرو : وهو يعفق الغنم ، أي يردها عن وجوهها . ورجل معفاق الزيارة لا يزال يجيء ويذهب . ويذكر عن بعض العرب أنه قال : " أنتلي فيها تأويلات ثم أعفق " ، أي أقضي بقايا من حوائجي ثم أنصرف .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : تعفق بالشيء ، إذا رجع إليه مرة بعد أخرى . وأنشد :
تعفق بالأرظى لها وأرادها رجال فبذت نبلها وكليب
[ ص: 55 ] ومن الباب : قولهم للحلب عفاق . وتلخيص هذا الكلام أن يحلبها كل ساعة . يقال عفقت ناقتك يومك أجمع في الحلب . وقال
ذو الخرق :
عليك الشاء شاء بني تميم فعافقه فإنك ذو عفاق
ومن الباب : عفقت الريح التراب ، إذا ضربته وفرقته . قال
سويد :
وإن تك نار فهي نار بملتقى من الريح تمريها وتعفقها عفقا
وأما الذي ذكرناه من الصوت فيقولون : عفق بها ، إذا أنبق بها وحصم .
ومما يقرب من هذا الباب العفق ضرب بالعصا ، والضراب ، وكأن ذلك تصويت .