( عقم ) العين والقاف والميم أصل واحد يدل على غموض وضيق وشدة . من ذلك قولهم حرب عقام وعقام : لا يلوي فيها أحد على أحد لشدتها . وداء عقام : لا يبرأ منه .
ومن الباب قولهم : رجل عقام ، وهو الضيق الخلق . قال :
أنت عقام لا يصاب له هوى وذو همة في المطل وهو مضيع
ومن الباب عقمت الرحم عقما ، وذلك هزمة تقع في الرحم فلا تقبل الولد . ويقال : عقمت المرأة وعقمت ، وهي أجودهما . وفي الحديث :
تعقم أصلاب المنافقين فلا يقدرون على السجود ، والمعنى يبس مفاصلهم . ويقال رجل عقيم ، ورجال عقماء ، ونسوة معقومات وعقائم وعقم .
قال
أبو عمرو : عقمت المرأة ، إذا لم تلد . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : عقمت المرأة عقما ، وهي معقومة وعقيم ، وفي الرجل أيضا عقم فهو عقيم ومعقوم . وربما قالوا : عقمت فلانة ، أي سحرتها حتى صارت معقومة الرحم لا تلد .
[ ص: 76 ] قال
الخليل : عقل عقيم ، للذي لا يجدي على صاحبه شيئا .
ويروى أن العقل عقلان : فعقل عقيم ، وهو عقل صاحب الدنيا; وعقل مثمر ، وهو عقل [ صاحب ] الآخرة .
ويقال : الملك عقيم ، وذلك أن الرجل يقتل أباه على الملك ، والمعنى أنه يسد باب المحافظة على النسب . والدنيا عقيم : لا ترد على صاحبها خيرا . والريح العقيم . التي لا تلقح شجرا ولا سحابا . قال الله - تعالى - :
وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم ، قيل : هي الدبور . قال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي : يقال عقمت عليهم الريح تعقم عقما . والعقيم من الأرض : ما اعتقمتها فحفرتها . قال :
تزود منا بين أذناه ضربة دعته إلى هابي التراب عقيم
قال
الخليل : الاعتقام : الحفر في جوانب البئر . قال
ربيعة بن مقروم :
وماء آجن الجمات قفر تعقم في جوانبه السباع
وإنما قيل لذلك اعتقام لأنه في الجانب ، وذلك دليل الضيق الذي ذكرناه .
ومن الباب : المعاقم : المخاصم ، والوجه فيه أنه يضيق على صاحبه بالكلام .
وكان
الشيباني يقول : هذا كلام عقمي ، أي إنه من كلام الجاهلية لا يعرف . وزعم أنه سأل رجلا من
هذيل يكنى
أبا عياض ، عن حرف من غريب هذيل ، فقال :
[ ص: 77 ] هذا كلام عقمي ، أي من كلام الجاهلية لا يتكلم به اليوم . ويقولون : إن الحاجز بين التبن والحب إذا ذري الطعام معقم .