( عزم ) العين والزاء والميم أصل واحد صحيح يدل على الصريمة والقطع . يقال : عزمت أعزم عزما . ويقولون : عزمت عليك إلا فعلت كذا ، أي جعلته أمرا عزما ، أي لا مثنوية فيه . ويقال : كانوا يرون لعزمة الخلفاء طاعة . قال
الخليل : العزم : ما عقد عليه القلب من أمر أنت فاعله ، أي متيقنه . ويقال : ما لفلان عزيمة ، أي ما يعزم عليه ، كأنه لا يمكنه أن يصرم الأمر ، بل يختلط فيه ويتردد .
ومن الباب قولهم : عزمت على الجني ، وذلك أن تقرأ عليه من عزائم القرآن ،
[ ص: 309 ] وهي الآيات التي يرجى بها قطع الآفة عن المؤوف . واعتزم السائر ، إذا سلك القصد قاطعا له . والرجل يعزم الطريق : يمضي فيه لا ينثني . قال
حميد :
معتزما للطرق النواشط
وأولو العزم من الرسل - عليهم السلام - : الذين قطعوا العلائق بينهم وبين من لم يؤمن من الذين بعثوا إليهم ،
كنوح - عليه السلام - ، إذ قال :
لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ،
وكمحمد - صلى الله عليه وآله - إذ تبرأ من الكفار وبرأه الله - تعالى - منهم ، وأمره بقتالهم في قوله :
براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين ، ثم قال :
فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم .