( بطل ) الباء والطاء واللام أصل واحد ، وهو ذهاب الشيء وقلة مكثه ولبثه . يقال : بطل الشيء يبطل بطلا وبطولا . وسمي الشيطان الباطل لأنه لا حقيقة لأفعاله ، وكل شيء منه فلا مرجوع له ولا معول عليه . والبطل الشجاع . قال أصحاب هذا القياس سمي بذلك لأنه يعرض نفسه للمتالف . وهو صحيح ، يقال : بطل بين البطولة والبطالة . وقد قالوا : امرأة بطلة . فأما قولهم في المثل : " مكره أخوك لا بطل " فقد اختلف فيه . قال قوم : المثل
لجرول بن نهشل بن دارم ، وكان جبانا ذا خلق كامل ، وأن حيا من العرب غزا
بني دارم فاقتتلوا هم
وبنو دارم قتالا شديدا ، حتى كثرت القتلى ، وجاء
جرول فرأى رجلا يسوق ظعينة فلما رآه الرجل خشيه لكمال خلقه ، وهو لا يعرفه ، فقال
جرول : " أنا
جرول بن نهشل ، في الحسب المرفل " ، فعطف عليه الرجل وأخذه وكتفه وهو يقول :
إذا ما رأيت امرأ في الوغى فذكر بنفسك يا جرول
[ ص: 259 ] حتى انتهى به إلى قائد الجيش ، وقد كان عرف جبن
جرول ، فقال : يا
جرول ، ما عهدناك تقاتل الأبطال ، وتحب النزال ! فقال
جرول : " مكره أخوك لا بطل " .
وقال قوم : بل المثل
لبيهس ، وقد ذكر حديثه في غير هذا الباب بطوله .
ويقال : رجل بطال بين البطالة . وذهب دمه بطلا ، أي : هدرا .