( غمر ) الغين والميم والراء أصل صحيح ، يدل على تغطية وستر في بعض الشدة . من ذلك الغمر : الماء الكثير ، وسمي بذلك لأنه يغمر ما تحته . ثم يشتق من ذلك فيقال فرس غمر : كثير الجري ، شبه جريه في كثرته بالماء الغمر . ويقال للرجل المعطاء : غمر ، وهو غمر الرداء . قال كثير :
[ ص: 393 ] غمر الرداء إذا تبسم ضاحكا غلقت لضحكته رقاب المال
ومن الباب : الغمرة : الانهماك في الباطل واللهو . وسميت غمرة لأنها شيء يستر الحق عن عين صاحبها . وغمرات الموت : شدائده التي تغشى . وكل شدة غمرة ، سميت لأنها تغشى . قال :
الغمرات ثم ينجلينا
ومما يصحح هذا القياس الغمير ، وهو نبات أخضر يغمره اليبيس . ويقال : دخل في غمار الناس ، وهي زحمتهم ، وسميت لأن بعضا يستر بعضا . وفلان مغامر : يرمي بنفسه في الأمور ، كأنه يقع في أمور تستره ، فلا يهتدي لوجه المخلص منها . ومنه الغمر ، وهو الذي لم يجرب الأمور كأنها سترت عنه . قال :
أناة وحلما وانتظارا غدا بهم فما أنا بالواني ولا الضرع الغمر
والغمر : الحقد في الصدر ، وسمي لأن الصدر ينطوي عليه . يقال : غمر
[ ص: 394 ] عليه صدره . والغمر : العطش ، وهو مشبه بالغمر الذي هو الحقد ، والجمع الأغمار . قال :
حتى إذا ما بلت الأغمارا
ومن الباب غمر اللحم ، وهو رائحته تبقى في اليد ، كأنها تغطي اليد . فأما الغمر فهو القدح الصغير ، وليس ببعيد أن يكون من قياس الباب ، كأن الماء القليل يغمره . ويجوز أن يكون شاذا عن ذلك الأصل . قال :
تكفيه حزة فلذ إن ألم بها من الشواء ويروي شربه الغمر