( فقر ) الفاء والقاف والراء أصل صحيح يدل على انفراج في شيء ، من عضو أو غير ذلك . من ذلك : الفقار للظهر ، الواحدة فقارة ، سميت للحزوز والفصول التي بينها . والفقير : المكسور فقار الظهر . وقال أهل اللغة : منه اشتق اسم الفقير ، وكأنه مكسور فقار الظهر ، من ذلته ومسكنته . ومن ذلك :
[ ص: 444 ] فقرتهم الفاقرة ، وهي الداهية ، كأنها كاسرة لفقار الظهر . وبعض أهل العلم يقولون : الفقير : الذي له بلغة من عيش ويحتج بقوله :
أما الفقير الذي كانت حلوبته وفق العيال فلم يترك له سبد
قال : فجعل له حلوبة ، وجعلها وفقا لعياله ، أي قوتا لا فضل فيه . وأما الفقير فإنه مخرج الماء من القناة ، وقياسه صحيح ، لأنه هزم في الأرض وكسر . وأما قولهم : أفقرك الصيد ، فمعناه أنه أمكنك من فقاره حتى ترميه . ويقال : فقرت البعير ، إذا حززت خطمه ثم جعلت على موضع الحز الجرير لتذله وتروضه . وأفقرتك ناقتي : أعرتك فقارها لتركبها . وقول القائل :
ما ليلة الفقير إلا شيطان
فالفقير ها هنا : ركي معروف . ويقال : فقرت للفسيل ، إذا حفرت له حين تغرسه ، وفقرت الخرز ، إذا ثقبته . وسد الله مفاقره ، أي أغناه وسد وجوه فقره . قال :
وإن الذي ساق الغنى لابن عامر لربي الذي أرجو لسد مفاقري