صفحة جزء
باب الباء والكاف وما يثلثهما

( بكل ) الباء والكاف واللام أصلان : أحدهما الاختلاط وما أشبهه ، والآخر إفادة الشيء وتغنمه .

فالأول البكيلة ، وهو أن تؤخذ الحنطة فتطحن مع الأقط فتبكل بالماء ، أي تخلط ، ثم تؤكل . وأنشد :


غضبان لم تؤدم له البكيله

[ ص: 284 ] قال أبو زياد : البكلة والبكالة الدقيق يخلط بالسويق ، ويبل بالزيت أو السمن . قال أبو زيد : وكذلك المعز إذا خالطتها الضأن . قال ابن الأعرابي عن امرأة كانت تحمق فقالت :


لست إذا لزعبله إن لم أغير     بكلتي إن لم أساو بالطول

تقول : إن لم أغير ما أخلط فيه من كلام ولم أطلب الخصال الشريفة ، فلست لزعبلة . وزعبلة أبوها .

زعم اللحياني أن البكلة الهيئة والزي ، وفسر ما ذكرناه من قول المرأة . قال أبو عبيد : المتبكل المخلط في كلامه . ومن هذا الباب قول أبي زيد : يقال تبكل القوم على الرجل تبكلا ، إذا علوه بالضرب والشتم والقهر ; لأن ذلك من الجماعة اختلاط .

وأما الأصل الثاني فقالوا : التبكل التغنم والتكسب . قال أوس :


على خير ما أبصرتها من بضاعة     لملتمس بيعا بها أو تبكلا

قال الخليل : الإنسان يتبكل ، أي يحتال .

التالي السابق


الخدمات العلمية