( قنع ) القاف والنون والعين أصلان صحيحان ، أحدهما يدل على الإقبال على الشيء ، ثم تختلف معانيه مع اتفاق القياس; والآخر يدل على استدارة في شيء .
فالأول الإقناع : الإقبال بالوجه على الشيء . يقال : أقنع له يقنع إقناعا .
[ ص: 33 ] والإقناع : مد اليد عند الدعاء . وسمي بذلك عند إقباله على الجهة التي يمد يده إليها . والإقناع : إمالة الإناء للماء المنحدر .
ومن الباب : قنع الرجل يقنع قنوعا ، إذا سأل . قال الله سبحانه :
وأطعموا القانع والمعتر . فالقانع : السائل; وسمي قانعا لإقباله على من يسأله ، قال :
لمال المرء يصلحه فيغني مفاقره أعف من القنوع
ويقولون : قنع قناعة ، إذا رضي . وسميت قناعة لأنه يقبل على الشيء الذي له راضيا . والإقناع : مد البعير رأسه إلى الماء للشرب . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12758ابن السكيت : قنعت الإبل والغنم للمرتع ، إذا مالت له . وفلان شاهد مقنع; وهذا من قنعت بالشيء ، إذا رضيت به; وجمعه مقانع . تقول : إنه رضى يقنع به . قال :
وعاقدت ليلى في الخلاء ولم تكن شهودي على ليلى شهود مقانع
وأما الآخر فالقنع ، وهو مستدير من الرمل . والقنع والقناع : شبه طبق تهدى عليه الهدية . وقناع المرأة معروف ، لأنها تديره برأسها . ومما اشتق من هذا القناع قولهم : قنع رأسه بالسوط ضربا ، كأنه جعله كالقناع له .
ومما شذ عن هذا الأصل الإقناع : ارتفاع الشيء ليس فيه تصوب . وقد يمكن أن يجعل هذا أصلا ثالثا ، ويحتج فيه بقوله تعالى : مهطعين مقنعي رؤوسهم . قال أهل التفسير : رافعي رؤوسهم .