[ ص: 43 ] ( قوم ) القاف والواو والميم أصلان صحيحان ، يدل أحدهما على جماعة ناس ، وربما استعير في غيرهم . والآخر على انتصاب أو عزم .
فالأول : القوم ، يقولون : جمع امرئ ، ولا يكون ذلك إلا للرجال . قال الله تعالى : لا يسخر قوم من قوم [ الحجرات 11 ] ، ثم قال : ولا نساء من نساء . وقال
زهير :
وما أدري وسوف إخال أدري أقوم آل حصن أم نساء
ويقولون : قوم وأقوام ، وأقاوم جمع جمع . وأما الاستعارة فقول القائل :
إذا أقبل الديك يدعو بعض أسرته عند الصباح وهو قوم معازيل
فجمع وسماها قوما .
وأما الآخر فقولهم : قام قياما ، والقومة المرة الواحدة ، إذا انتصب . ويكون قام بمعنى العزيمة ، كما يقال : قام بهذا الأمر ، إذا اعتنقه . وهم يقولون في الأول : قيام حتم ، وفي الآخر : قيام عزم .
ومن الباب : قومت الشيء تقويما . وأصل القيمة الواو ، وأصله أنك تقيم هذا مكان ذاك .
وبلغنا أن أهل مكة يقولون : استقمت المتاع ، أي قومته . ومن الباب : هذا قوام الدين والحق ، أي به يقوم . وأما القوام فالطول الحسن . والقومية : القوام والقامة . قال :
[ ص: 44 ] أيام كنت حسن القوميه .