صفحة جزء
باب القاف والدال وما يثلثهما

( قدر ) القاف والدال والراء أصل صحيح يدل على مبلغ الشيء وكنهه ونهايته . فالقدر : مبلغ كل شيء . يقال : قدره كذا ، أي مبلغه . وكذلك القدر . وقدرت الشيء أقدره وأقدره من التقدير ، وقدرته أقدره . والقدر : قضاء الله تعالى الأشياء على مبالغها ونهاياتها التي أرادها لها ، وهو القدر أيضا . قال في القدر :


خل الطريق لمن يبني المنار به وابرز ببرزة حيث اضطرك القدر

وقال في القدر بسكون الدال :


[ وما صب رجلي في حديد مجاشع     مع القدر إلا حاجة لي أريدها ]

[ ص: 63 ] ومن الباب الأقدر من الخيل ، وهو الذي تقع رجلاه مواقع يديه ، كأن ذلك قدره تقديرا . قال :


وأقدر مشرف الصهوات ساط     كميت لا أحق ولا شئيت

وقوله تعالى : وما قدروا الله حق قدره ، قال المفسرون : ما عظموا الله حق عظمته . وهذا صحيح ، وتلخيصه أنهم لم يصفوه بصفته التي تنبغي له تعالى .

وقوله تعالى : ومن قدر عليه رزقه فمعناه قتر . وقياسه أنه أعطي ذلك بقدر يسير . وقدرة الله تعالى على خليقته : إيتاؤهم بالمبلغ الذي يشاؤه ويريده ، والقياس فيه وفي الذي قبله سواء . ويقولون : رجل ذو قدرة وذو مقدرة ، أي يسار . ومعناه أنه يبلغ بيساره وغنائه من الأمور المبلغ الذي يوافق إرادته . ويقولون : الأقدر من الرجال : القصير العنق; وهو القياس كأن عنقه قد قدرت .

ومما شذ أيضا عن هذا القياس القدر ، وهي معروفة . والقدير : اللحم يطبخ في القدر . والقدار فيما يقولون : الجزار ، ويقال الطباخ ، وهو أشبه .

ومما شذ أيضا قولهم : القدار : الثعبان العظيم وفيه نظر .

التالي السابق


الخدمات العلمية