صفحة جزء
باب الكاف والفاء وما يثلثهما

[ ص: 187 ] ( كفل ) الكاف والفاء واللام أصل صحيح يدل على تضمن الشيء للشيء . من ذلك الكفل : كساء يدار حول سنام البعير . ويقال هو كساء يعقد طرفاه على عجز البعير ليركبه الرديف . وفي الحديث : لا تشربوا من ثلمة الإناء فإنه كفل الشيطان ، وإنما سمي بذلك لما ذكرناه من أنه يدور على السنام أو العجز ، فكأنه قد ضمنه . فأما قولهم للرجل الجبان كفل ، وهو الذي يكون في آخر الحرب إنما همته الإحجام ، فهذا إنما شبه بالكفل الذي ذكرناه ، أي إنه محمول لا يقدر على مشي ولا حركة ، شبهوه بالكفل ، كما قال الشاعر :


أعيا فنطناه مناط الجر ثم شددنا فوقه بمر

وللشعراء في هذا كثير . وجميع هذا الكفل أكفال . قال الأعشى :

ولا عزل ولا أكفال

ومن الباب - وهو يصحح القياس الذي ذكرناه - الكفيل ، وهو الضامن ، تقول : كفل به يكفل كفالة . والكافل : الذي يكفل إنسانا يعوله . قال الله [ ص: 188 ] جل جلاله : وكفلها زكريا ، وأكفلته المال : ضمنته إياه . والكفل : العجز ، سمي لما يجمع من اللحم . والكفل في بعض اللغات : الضعف من الأجر ، وأصله ما ذكرناه أولا ، كأنه شيء يحمله حامله على الكفل الذي يحمله البعير . ويقال ذلك في الإثم . فأما الكافل فهو الذي لا يأكل ، ويقال إنه الذي يصل [ الصيام ] ، فهو بعيد مما ذكرناه ، وما أدري ما أصله ، لكنه صحيح في الكلام . قال القطامي :


يلذن بأعقار الحياض كأنها     نساء نصارى أصبحت وهي كفل

.

التالي السابق


الخدمات العلمية