( أتي ) تقول : أتاني فلان إتيانا وأتيا وأتية وأتوة واحدة ، ولا يقال : إتيانة واحدة إلا في اضطرار شاعر ، وهو قبيح لأن المصادر كلها إذا جعلت واحدة ردت إلى بناء فعلها ، وذلك إذا كان الفعل على فعل ، فإذا دخلت في الفعل زيادات فوق ذلك أدخلت فيها زياداتها في الواحدة ، كقولنا إقبالة واحدة . قال شاعر في الأتي :
إني وأتي ابن غلاق ليقريني كغابط الكلب يرجو الطرق في الذنب
وحكى
اللحياني إتيانة . قال
أبو زيد : يقال : تني بفلان : ائتني ، وللاثنين
[ ص: 51 ] تياني به ، وللجمع توني به ، وللمرأة تيني به ، وللجمع تينني . وأتيت الأمر من مأتاه ومأتاته . قال :
وحاجة بت على صماتها أتيتها وحدي من مأتاتها
قال
الخليل : آتيت فلانا على أمره مؤاتاة ، وهو حسن المطاوعة . ولا يقال : واتيته إلا في لغة قبيحة في
اليمن . وما جاء من نحو آسيت وآكلت وآمرت وآخيت ، إنما يجعلونها واوا على تخفيف الهمزة في يواكل ويوامر ونحو ذلك . قال
اللحياني : ما أتيتنا حتى استأتيناك ، أي استبطأناك وسألناك الإتيان . ويقال : تأت لهذا الأمر ، أي : ترفق له . والإيتاء الإعطاء ، تقول آتى يؤتي إيتاء . وتقول هات بمعنى آت ، أي : فاعل ، فدخلت الهاء على الألف . وتقول تأتى لفلان أمره ، وقد أتاه الله تأتية . ومنه قوله :
وتأتى له الدهر حتى جبر
وهو مخفف من تأتى . قال لبيد :
بمؤتر تأتى له إبهامها
قال
الخليل : الأتي ما وقع في النهر من خشب أو ورق مما يحبس الماء . تقول أت لهذا الماء ، أي : سهل جريه . والأتي عند العامة : النهر الذي يجري
[ ص: 52 ] فيه الماء إلى الحوض ، والجمع الأتي والآتاء . والأتي أيضا : السيل الذي يأتي من بلد غير بلدك . قال النابغة :
خلت سبيل أتي كان يحبسه ورفعته إلى السجفين فالنضد
قال بعضهم : أراد أتي النؤى ، وهو مجراه ، ويقال : عنى به ما يحبس المجرى من ورق أو حشيش . وأتيت للماء تأتية : إذا وجهت له مجرى .
اللحياني : رجل أتي : إذا كان نافذا . قال
الخليل : رجل أتي ، أي : غريب في قوم ليس منهم . وأتاوي كذلك . وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي :
لا تعدلن أتاويين تضربهم نكباء صر بأصحاب المحلات
وفي حديث
ثابت بن الدحداح :
إنما هو أتي فينا . والإتاء : نماء الزرع والنخل . يقال : نخل ذو إتاء ، أي : نماء . قال
الفراء : أتت الأرض والنخل أتوا ، وأتى الماء إتاء ، أي : كثر . قال :
وبعض القول ليس له عناج كسيل الماء ليس له إتاء
وقال آخر :
هنالك لا أبالي نخل سقي ولا بعل وإن عظم الإتاء
[ ص: 53 ]