( نقع ) النون والقاف والعين أصلان صحيحان : أحدهما يدل على استقرار شيء كالمائع في قراره ، والآخر على صوت من الأصوات .
فالأول نقع الماء في منقعه : استقر . واستنقع الشيء في الماء .
والنقوع : ما نقع
[ ص: 472 ] في الماء ، كدواء أو نبيذ . والمنقع ذلك الإناء . والمنقع كالقديرة للصبي يطرح فيه اللبن ويطعمه . ويقال له منقع البرم ، ويكون من حجارة . والنقيع : شراب يتخذ من زبيب ، كأن الزبيب ينقع له . والنقيع : الحوض ينقع فيه التمر . والنقيع والنقع : الماء الناقع . وماء ناقع كالناجع ، كأنه استقر قراره فكسر الغلة . وكذلك النقوع . والنقيع : البئر الكثيرة الماء . ونقع البئر الذي جاء في الحديث : ماؤها ، كأنها قرار له . والأنقوعة : وقبة الثريد . وقولهم : " هو شراب بأنقع " ، أي معاود للأمر مرة بعد مرة . كذا يقولون ، ووجهه عندنا أن الطائر الحذر لا يرد المشارع حذرا على نفسه ، لكنه يأتي المناقع يشرب ليسلم ; وكذلك الرجل الكيس الحذر ، لا يتقحم إلا مواضع السلامة في أموره . والنقيعة : المحض من اللبن . فأما النقيعة ، فقال قوم : ما يحرز من النهب قبل القسم . قال الشاعر :
إنا لنضرب بالسيوف رءوسهم ضرب القدار نقيعة القدام
ويقال : بل النقيعة : الطعام يتخذ للقادم من السفر ، كأنه إذا أعد له فقد نقع أي أقر . وهذان الوجهان أحسن ما قيل في ذلك ، لأنهما أقيس . ويقولون : النقيعة : الجزور تنقع عن عدة إبل ، كالفرعة تذبح عن غنم .
وأما الأصل الآخر فالنقيع : الصراخ ، وهو النقع أيضا . ونقع الصوت : ارتفع . قال :
[ ص: 473 ] فمتى ينقع صراخ صادق يحلبوها ذات جرس وزجل
ويقال : النقع : صوت النعامة . والنقاع : الرجل يتكثر بما ليس عنده ، كأنه يصيح به .
وأما قولهم : انتقع لونه ، فهو من الإبدال ، والأصل امتقع ، وقد ذكر [ نا ] ه .