صفحة جزء
( ثمل ) الثاء والميم واللام أصل ينقاس مطردا ، وهو الشيء يبقى ويثبت ، ويكون ذلك في القليل والكثير . يقال دار بني فلان ثمل ، أي دار مقام ، والثميلة : ما بقي في الكرش من العلف . وكل بقية ثميلة . وإنما سميت بذلك لأنها تبقى ثم تشرب الإبل على تلك الثميلة ، وإلا فإنها لا تحتاج إلى شرب ، وكيف تشرب على [ غير ] شيء . ومن ذلك قولهم : فلان ثمال بني فلان ، إذا كان معتمدهم . وهو ذلك القياس ، لأنه يعول عليه كما تعول الإبل على تلك الثميلة . وقال في الثمال أبو طالب في ابن أخيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

[ ص: 390 ]

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل

والثملة : بقية الماء . والثمال : السم المنقع . قال الهذلي :


فعما قليل سقاها معا     بمزعف ذيفان قشب ثمال

والثملة : باقي الهناء في الإناء . قال :

كما تلاث في الهناء الثمله فالثملة هاهنا الخرقة التي يهنأ بها البعير . وإنما سميت باسم الهناء على معنى المجاورة . وربما سميت هذه مثملة . فأما الثمل فإنه السكران ، وذلك لبقية الشراب التي أسكرته وخثرته . قال :


فقلت للقوم في درنا وقد ثملوا     شيموا وكيف يشيم الشارب الثمل

والثمالة : الرغوة . وأثمل اللبن : رغى ، وهو حمل على الأصل ; وإلا فإن الثمالة قليلة البقاء . قال :


إذا مس خرشاء الثمالة أنفه     ثنى مشفريه للصريح فأقنعا

فجعل الرغوة الخرشاء ، وجعل للبن الثمالة . وكل قريب .

التالي السابق


الخدمات العلمية