باب الثاء والنون وما يثلثهما
[ ص: 391 ] ( ثني ) الثاء والنون والياء أصل واحد ، وهو تكرير الشيء مرتين ، أو جعله شيئين متواليين أو متباينين ، وذلك قولك ثنيت الشيء ثنيا . والاثنان في العدد معروفان . والثنى والثنيان الذي يكون بعد السيد ، كأنه ثانيه . قال :
ترى ثنانا إذا ما جاء بدأهم وبدؤهم إن أتانا كان ثنيانا
يروى : " ثنياننا إن أتاهم كان بدأهم " . والثنى : الأمر يعاد مرتين . قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
لا ثنى في الصدقة يعني لا تؤخذ في السنة مرتين . وقال
معن :
أفي جنب بكر قطعتني ملامة لعمري لقد كانت ملامتها ثنى
وقال
النمر بن تولب :
فإذا ما لم تصب رشدا كان بعض اللوم ثنيانا
ويقال امرأة ثني ولدت اثنين ، ولا يقال ثلث ولا فوق ذلك . والثناية : حبل من شعر أو صوف . ويحتمل أنه سمي بذلك لأنه يثنى أو يمكن أن يثنى . قال :
[
و ] الحجر الأخشن والثنايه
[ ص: 392 ] والثنيا من الجزور : الرأس أو غيره إذا استثناه صاحبه .
ومعنى الاستثناء من قياس الباب ، وذلك أن ذكره يثنى مرة في الجملة ومرة في التفصيل ; لأنك إذا قلت : خرج الناس ، ففي الناس زيد وعمرو ، فإذا قلت : إلا زيدا ، فقد ذكرت به زيدا مرة أخرى ذكرا ظاهرا . ولذلك قال بعض النحويين : إنه خرج مما دخل فيه ، فعمل فيه ما عمل عشرون في الدرهم . وهذا كلام صحيح مستقيم .
والمثناة : طرف الزمام في الخشاش ، كأنه ثاني الزمام . والمثناة : ما قرئ من الكتاب وكرر . قال الله تعالى :
ولقد آتيناك سبعا من المثاني أراد أن قراءتها تثنى وتكرر .