( ثبي ) الثاء والباء والياء أصل واحد ، وهو الدوام على الشيء . قاله
الخليل . وقال أيضا : التثبية الدوام على الشيء ، والتثبية الثناء على الإنسان في حياته . وأنشد
للبيد :
يثبي ثناء من كريم وقوله ألا انعم على حسن التحية واشرب
[ ص: 402 ] فهذا أصل صحيح . وأما الثبة فالعصبة من الفرسان ، يكونون ثبة ، والجمع ثبات وثبون . قال
عمرو :
فأما يوم خشيتنا عليهم فتصبح خيلنا عصبا ثبينا
قال
الخليل : والثبة أيضا ثبة الحوض ، وهو وسطه الذي يثوب [ إليه الماء ] . وهذا تعليل من
الخليل للمسألة ، وهو يدل على أن الساقط من الثبة واو قبل الباء ; لأنه زعم أنه من يثوب . وقال بعد ذلك : أما العامة فإنهم يصغرونها على ثبية ، يتبعون اللفظ . والذين يقولون ثويبة في تصغير ثبة الحوض ، فإنهم لزموا القياس فردوا إليها النقصان في موضعه ، كما قالوا في تصغير روية رويئة لأنها من روأت . والذي عندي أن الأصل في ثبة الحوض وثبة الخيل واحد ، لا فرق بينهما . والتصغير فيهما ثبية ، وقياسه ما بدأنا به الباب في ذكر التثبية ، وهو من ثبى على الشيء إذا دام . وأما اشتقاقه الروية وأنها من روأت ففيه نظر .