( جم ) الجيم والميم في المضاعف له أصلان : الأول كثرة الشيء واجتماعه ، والثاني عدم السلاح .
فالأول الجم وهو الكثير ، قال الله جل ثناؤه :
وتحبون المال حبا جما ، والجمام : الملء ، يقال إناء [ جمان ، إذا بلغ ] جمامه . قال :
[ ص: 420 ] أو كماء المثمود بعد جمام زرم الدمع لا يؤوب نزورا
ويقال الفرس في جمامه ; والجمام الراحة ، لأنه يكون مجتمعا غير مضطرب الأعضاء ، فهو قياس الباب . والجمة : القوم يسألون في الدية ، وذلك يتجمعون لذلك . قال :
وجمة تسألني أعطيت
والجميم مجتمع من البهمى . قال :
رعى بارض البهمى جميما وبسرة وصمعاء حتى آنفتها نصالها
والجمة من الإنسان مجتمع شعر ناصيته . والجمة من البئر المكان الذي يجتمع ماؤها . والجموم : البئر الكثيرة الماء ، وقد جمت جموما . قال :
يزيدها مخج الدلا جموما
والجموم من الأفراس : الذي كلما ذهب منه إحضار جاءه إحضار آخر . فهذا يدل على الكثرة والاجتماع . قال
النمر بن تولب : جموم الشد شائلة الذنابى تخال بياض غرتها سراجا [ ص: 421 ]
والجمجمة : جمجمة الإنسان ; لأنها تجمع قبائل الراس . والجمجمة : البئر تحفر في السبخة . وجم الفرس وأجم إذا ترك أن يركب . وهو من الباب ; لأنه تثوب إليه قوته وتجتمع . وجماجم العرب : القبائل التي تجمع البطون فينسب إليها دونهم ، نحو
كلب بن وبرة ، إذا قلت
كلبي واستغنيت أن تنسب إلى شيء من بطونها .
والجماء الغفير : الجماعة من الناس . قال بعضهم : هي البيضة بيضة الحديد ; لأنها تجمع شعر الرأس .
ومن هذا الباب أجم الشيء : دنا .
والأصل الثاني الأجم ، وهو الذي لا رمح معه في الحرب . والشاة الجماء التي لا قرن لها . وجاء في الحديث :
أمرنا أن نبني المساجد جما ، يعني أن [ لا ] يكون لجدرانها شرف .