صفحة جزء
( جفو ) الجيم والفاء والحرف المعتل يدل على أصل واحد : نبو الشيء عن الشيء . من ذلك جفوت الرجل أجفوه ، وهو ظاهر الجفوة أي الجفاء . وجفا السرج عن ظهر الفرس وأجفيته أنا . وكذلك كل شيء إذا لم يلزم [ شيئا ] يقال جفا عنه يجفو . قال أبو النجم يصف راعيا :


صلب العصا جاف عن التغزل كالصقر يجفو عن طراد الدخل

[ ص: 466 ] يقول : لا يحسن مغازلة النساء ، يجفو عنهن كما يجفو الصقر عن طراد الدخل ، وهو ابن تمرة . والجفاء : خلاف البر . والجفاء : ما نفاه السيل ، ومنه اشتقاق الجفاء .

وقد اطرد هذا الباب حتى في المهموز ، فإنه يقال جفأت الرجل إذا صرعته فضربت به الأرض . واجتفأت البقلة إذا أنت اقتلعتها من الأرض . وأجفأت القدر بزبدها إذا ألقته ، إجفاء . ومنه قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ما لم تصطبحوا أو تغتبقوا أو تجتفئوا بها بقلا ، في رواية من يرويها بالجيم .

ومن هذا الباب تجفأت البلاد ، إذا ذهب خيرها . وأنشد :


ولما رأت أن البلاد تجفأت     تشكت إلينا عيشها أم حنبل

أي أكل بقلها .

التالي السابق


الخدمات العلمية