باب ما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوله جيم
وذلك على أضرب :
فمنه ما نحت من كلمتين صحيحتي المعنى ، مطردتي القياس . ومنه ما أصله كلمة واحدة وقد ألحق بالرباعي والخماسي بزيادة تدخله . ومنه ما يوضع كذا وضعا . وسنفسر ذلك إن شاء الله تعالى .
فمن المنحوت قولهم للباقي من أصل السعفة إذا قطعت ( جذمور ) . قال :
[ ص: 506 ] باب ما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوله جيم
بنانتين وجذمورا أقيم بها صدر القناة إذا ما آنسوا فزعا
وذلك من كلمتين : إحداهما الجذم وهو الأصل ، والأخرى الجذر وهو الأصل . وقد مر تفسيرهما . وهذه الكلمة من أدل الدليل على صحة مذهبنا في هذا الباب . وبالله التوفيق .
ومن ذلك قولهم للرجل إذا ستر بيديه طعامه كي لا يتناول ( جردب ) من كلمتين : من جدب لأنه يمنع طعامه ، فهو كالجدب المانع خيره ، ومن الجيم والراء والباء ، كأنه جعل يديه جرابا يعي الشيء ويحويه . قال :
إذا ما كنت في قوم شهاوى فلا تجعل شمالك جردبانا
ومن ذلك [ قولهم ] للرملة المشرفة على ما حولها ( جمهور ) . وهذا من كلمتين من جمر ; وقد قلنا : إن ذلك يدل على الاجتماع ، ووصفنا الجمرات من العرب بما مضى ذكره . والكلمة الأخرى جهر ; وقد قلنا : إن ذلك من العلو . فالجمهور شيء متجمع عال .