( أرك ) الهمزة والراء والكاف أصلان عنهما يتفرع المسائل ، أحدهما شجر ، والآخر الإقامة . فالأول الأراك وهو شجر معروف .
حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12769ابن السني عن
ابن مسبح ، عن
أبي حنيفة أحمد بن داود قال : الواحد من الأراك أراكة ، وبها سميت المرأة أراكة . قال : ويقال : ائترك الأراك : إذا استحكم . قال رؤبة :
من العضاه والأراك المؤترك
قال
أبو عمرو : ويقال للإبل التي تأكل الأراك أراكية وأوارك . وفي الحديث
أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بعرفة بلبن إبل أوارك . وأرض أركة كثيرة الأراك . ويقال للإبل التي ترعى الأراك أركة أيضا ، كقولك حامض من الحمض . وقال
أبو ذؤيب :
[ ص: 84 ] تخير من لبن الآركا ت بالصيف . . . . .
والأصل الثاني الإقامة . حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=12769ابن السني عن
ابن مسبح عن
أبي حنيفة قال : جعل
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي الإبل الأراكية من الأروك وهو الإقامة . قال
أبو حنيفة : وليس هذا مأخوذا من لفظ الأراك ، ولا دالا على أنها مقيمة في الأراك خاصة ، بل هذا لكل شيء ، حتى في مقام الرجل في بيته ، يقال منه أرك يأرك ويأرك أروكا . وقال كثير في وصف الظعن :
وفوق جمال الحي بيض كأنها على الرقم أرآم الأثيل الأوارك
والدليل على صحة ما قاله
أبو حنيفة تسميتهم السرير في الحجلة أريكة ، والجمع أرائك . فإن قال قائل : فإن
أبا عبيد زعم أنه يقال للجرح إذا صلح وتماثل أرك يأرك أروكا; قيل له : هذا من الثاني ، لأنه إذا اندمل سكن بغيه وارتفاعه عن جلدة الجريح .
ومن هذا الباب اشتقاق اسم أريك ، وهو موضع . قال شاعر :
فمرت على كشب غدوة وحاذت بجنب أريك أصيلا
[ ص: 85 ] وأما ( الهمزة والراء واللام )
فليس بأصل ولا فرع ، على أنهم قالوا : أرل جبل ، وإنما هو بالكاف .