( حس ) الحاء والسين أصلان : فالأول غلبة الشيء بقتل أو غيره ، والثاني حكاية صوت عند توجع وشبهه .
فالأول الحس : القتل ، قال الله تعالى :
إذ تحسونهم بإذنه .
ومن ذلك الحديث : "
حسوهم بالسيف حسا " . وفي الحديث في الجراد : "
إذا حسه البرد " . والحسيس : القتيل . قال
الأفوه :
وقد تردى كل قرن حسيس
ويقال إن البرد محسة للنبات . ومن هذا حسحست الشيء من اللحم ، إذا جعلته على الجمرة ; وحشحشت أيضا . ويقول العرب : افعل ذلك قبل حساس الأيسار ، أي قبل أن يحسحسوا من جزورهم ، أي يجعلوا اللحم على النار .
ومن هذا الباب قولهم أحسست ، أي علمت بالشيء . قال الله تعالى :
هل تحس منهم من أحد . وهذا محمول على قولهم قتلت الشيء علما . فقد عاد إلى الأصل الذي ذكرناه . ويقال للمشاعر الخمس الحواس ، وهي : اللمس ، والذوق ، والشم ، والسمع ، والبصر . ومن هذا الباب قولهم : من أين حسست هذا الخبر ، أي تخبرته .
ومن هذا الباب قولهم للذي يطرد الجوع بسخائه : حسحاس . قال :
واذكر حسينا في النفير وقبله حسنا وعتبة ذا الندى الحسحاسا
[ ص: 10 ] والأصل الثاني : قولهم حس ، وهي كلمة تقال عند التوجع . ويقال حسست له فأنا أحس ، إذا رققت له ، كأن قلبك ألم شفقة عليه . ومن [ الباب ] الحس ، وهو وجع يأخذ المرأة عند ولادها . ويقال انحست أسنانه : انقلعت . وقال :
في معدن الملك القديم الكرس ليس بمقلوع ولا منحس
ومن هذا الباب وليس بعيدا منه الحساس ، وهو سوء الخلق . قال :
رب شريب لك ذي حساس شرابه كالحز بالمواسي
ويقال الحساس الشؤم . فهذا يصلح أن يكون من هذا ، ويصلح أن يكون من الأول لأنه يذهب بالخير .