( حم ) الحاء والميم فيه تفاوت ; لأنه متشعب الأبواب جدا . فأحد أصوله اسوداد ، والآخر الحرارة ، والثالث الدنو والحضور ، والرابع جنس من الصوت ، والخامس القصد .
فأما السواد فالحمم الفحم . قال
طرفة :
أشجاك الربع أم قدمه أم رماد دارس حممه
ومنه اليحموم ، وهو الدخان . والحمحم : نبت أسود ، وكل أسود حمحم .
ويقال حممته إذا سخمت وجهه بالسخام ، وهو الفحم .
ومن هذا الباب : حمم الفرخ ، إذا طلع ريشه . قال :
حمم فرخ كالشكير الجعد
وأما الحرارة فالحميم الماء الحار . والاستحمام : الاغتسال به . ومنه الحم ، وهي الألية تذاب ، فالذي يبقى منها بعد الذوب حم ، واحدته حمة . ومنه الحميم ، وهو العرق . قال
أبو ذؤيب :
تأبى بدرتها إذا ما استغضبت إلا الحميم فإنه يتبصع
[ ص: 24 ] ومنه الحمام ، وهو حمى الإبل . ويقال أحمت الأرض [ إذا صارت ] ذات حمى . وأنشد الخليل في الحم :
ضما عليها جانبيها ضما ضم عجوز في إناء حما
وأما الدنو والحضور فيقولون : أحمت الحاجة : حضرت ، وأحم الأمر : دنا . وأنشد :
حييا ذلك الغزال الأجما إن يكن ذلك الفراق أحما
وأما الصوت فالحمحمة حمحمة الفرس عند العلف .
وأما القصد فقولهم حممت حمه ، أي قصدت قصده . قال
طرفة :
جعلته حم كلكلها بالعشي ديمة تثمه
ومما شذ عن هذه الأبواب قولهم : طلق الرجل امرأته وحممها ، إذا متعها بثوب أو نحوه . قال :
أنت الذي وهبت زيدا بعدما هممت بالعجوز أن تحمما
وأما قولهم احتم الرجل ، فالحاء مبدلة من هاء ، وإنما هو من اهتم .