( حج ) الحاء والجيم أصول أربعة . فالأول القصد ، وكل قصد حج . قال :
وأشهد من عوف حلولا كثيرة يحجون سب الزبرقان المزعفرا
ثم اختص بهذا الاسم القصد إلى البيت الحرام للنسك . والحجيج : الحاج . قال :
ذكرتك والحجيج لهم ضجيج بمكة والقلوب لها وجيب
[ ص: 30 ] ويقال لهم الحج أيضا . قال :
حج بأسفل ذي المجاز نزول
وفي أمثالهم : " لج فحج " . ومن أمثالهم : " الحاج أسمعت " ، وذلك إذا أفشى السر . أي إنك إذا أسمعت الحجاج فقد أسمعت الخلق .
ومن الباب المحجة ، وهي جادة الطريق . قال :
ألا بلغا عني حريثا رسالة فإنك عن قصد المحجة أنكب
وممكن أن يكون الحجة مشتقة من هذا ; لأنها تقصد ، أو بها يقصد الحق المطلوب . يقال حاججت فلانا فحججته أي غلبته بالحجة ، وذلك الظفر يكون عند الخصومة ، والجمع حجج . والمصدر الحجاج .
ومن الباب حججت الشجة ، وذلك إذا سبرتها بالميل ، لأنك قصدت معرفة قدرها . قال :
يحج مأمومة في قعرها لجف
ويقال بل هو أن يصب على دم الشجة السمن ، فيظهر فيؤخذ بقطنة . قال
أبو ذؤيب :
وصب عليها المسك حتى كأنها أسي على أم الدماغ حجيج
[ ص: 31 ] والأصل الآخر : الحجة وهي السنة . وقد يمكن أن يجمع هذا إلى الأصل الأول ; لأن الحج في السنة لا يكون إلا مرة واحدة ، فكأن العام سمي بما فيه من الحج حجة . قال :
يرضن صعاب الدر في كل حجة ولو لم تكن أعناقهن عواطلا
قال قوم : أراد السنة ; وقال قوم : الحجة هاهنا : شحمة الأذن . ويقال بل الحجة الخرزة أو اللؤلؤة تعلق في الأذن . وفي القولين نظر .
والأصل الثالث : الحجاج ، وهو العظم المستدير حول العين . يقال للعظيم الحجاج أحج ، جمع الحجاج أحجة .
وزعم أبو عمرو أنه يقال للمكان المتكاهف ومن الصخرة حجاج .
والأصل الرابع : الحجحجة النكوص . يقال : حملوا علينا ثم حجحجوا . والمحجحج : العاجز . قال :
ضربا طلخفا ليس بالمحجحج
ويقال أنا لا أحجحج في كذا ، أي لا أشك . يقولون : لا تذهبن بك حجحجة ولا لجلجة . ورجل حجحج : فسل .