( حرد ) الحاء والراء والدال أصول ثلاثة : القصد ، والغضب ، والتنحي .
فالأول : القصد . يقال حرد حرده ، أي قصد قصده ، قال الله تعالى :
وغدوا على حرد قادرين . [ و ] قال :
أقبل سيل جاء من عند الله يحرد حرد الجنة المغله
ومن هذا الباب الحرود : مباعر الإبل ، واحدها حرد .
والثاني : الغضب ; يقال حرد الرجل غضب حردا ، بسكون الراء . قال الطرماح :
وابن سلمى على حرد
ويقال أسد حارد . قال :
[ ص: 52 ] لعلك يوما أن تريني كأنما بني حوالي الليوث الحوارد
والثالث : التنحي والعدول . يقال نزل فلان حريدا ، أي متنحيا . وكوكب حريد . قال
جرير :
نبني على سنن العدو بيوتنا لا نستجير ولا نحل حريدا
قال
أبو زيد : الحريد هاهنا : المتحول عن قومه . وقد حرد حرودا . يقول إنا لا ننزل في غير قومنا من ضعف وذلة ; لقوتنا وكثرتنا . والمحرد من كل شيء : المعوج . وحاردت الناقة ، إذ قل لبنها ، وذلك أنها عدلت عما كانت عليه من الدر . وكذلك حاردت السنة إذا قل مطرها . وحبل محرد ، إذا ضفر فصارت له حرفة لاعوجاجه .