( حور ) الحاء والواو والراء ثلاثة أصول : أحدها لون ، والآخر الرجوع ، والثالث أن يدور الشيء دورا .
فأما الأول فالحور : شدة بياض العين في شدة سوادها . قال
أبو عمرو :
[ ص: 116 ] الحور أن تسود العين كلها مثل الظباء والبقر . وليس في بني آدم حور . قال وإنما قيل للنساء حور العيون ، لأنهن شبهن بالظباء والبقر قال
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي : ما أدري ما الحور في العين . ويقال حورت الثياب ، أي بيضتها ، ويقال لأصحاب
عيسى عليه السلام
الحواريون ; لأنهم كانوا يحورون الثياب ، أي يبيضونها . هذا هو الأصل ، ثم قيل لكل ناصر حواري . قال رسول الله صلى الله عليه وآله : "
الزبير ابن عمتي وحواريي من أمتي " . والحواريات : النساء البيض . قال :
فقل للحواريات يبكين غيرنا ولا يبكنا إلا الكلاب النوابح
والحوارى من الطعام : ما حور ، أي بيض . واحور الشيء : ابيض ، احورارا . قال :
يا ورد إني سأموت مره فمن حليف الجفنة المحوره
أي المبيضة بالسنام . وبعض العرب يسمي النجم الذي يقال له المشتري " الأحور " .
ويمكن أن يحمل على هذا الأصل الحور ، وهو ما دبغ من الجلود بغير القرظ ويكون لينا ، ولعل ثم أيضا لونا . قال
العجاج : بحجنات يتثقبن البهر كأنما يمزقن باللحم الحور
[ ص: 117 ] يقول : هذا البازي يمزق أوساط الطير ، كأنه يمزق بها حورا ، أي يسرع في تمزيقها .
وأما الرجوع ، فيقال حار ، إذا رجع . قال الله تعالى :
إنه ظن أن لن يحور بلى والعرب تقول : " الباطل في حور " أي رجع ونقص ، وكل نقص ورجوع حور . قال :
والذم يبقى وزاد القوم في حور
والحور : مصدر حار حورا رجع . ويقال : " [ نعوذ بالله ] من الحور بعد الكور " . وهو النقصان بعد الزيادة .
ويقال : " حار بعد ما كار " . وتقول : كلمته فما رجع إلي حوارا وحوارا ومحورة وحويرا .
والأصل الثالث المحور : الخشبة التي تدور فيها المحالة . ويقال حورت الخبزة تحويرا ، إذا هيأتها وأدرتها لتضعها في الملة .
ومما شذ عن الباب حوار الناقة ، وهو ولدها .