قاعدة ثالثة : اعلم أنا متى ذكرنا مع الفعل مصدرا بوزن التفعيل أو التفعل أو التفعلة أو ذكرنا مصدرا من هذه الأوزان الثلاثة وحده أو قلنا فعله فتفعل كان ذلك كله نصا على أن الفعل مشدد إذ هو القاعدة فيؤمن الاشتباه فيه مع ذلك . والتزمنا في الموازين أنا متى قلنا في فعل من الأفعال إنه من باب ضرب أو نصر أو قطع أو غير ذلك من الموازين المعدودة فإنه يكون موازنا له في حركات ماضيه ومضارعه ومصدره أيضا على التصريف المذكور عند ذكر الموازين لا على غيره إن كان للميزان تصريف آخر غير التصريف الذي ذكرناه . وأما الأسماء فإنا ضبطنا كل اسم يشتبه على الأغلب إما بذكر مثال مشهور عقيبه ، وإما بالنص على حركات حروفه التي يقع فيها اللبس ، وإن كان كثير مما قيدناه يستغني عن تقييده الخواص ولهذا أهمله [ ص: 10 ] الجوهري رحمه الله تعالى لظهوره عنده . ولكنا قصدنا بزيادة الضبط بالميزان أو بالنص عموم الانتفاع به وألا يتطرق إليه بمرور الأيام تحريف النساخ وتصحيفهم ، فإن أكثر أصول اللغة إنما يقل الانتفاع بها ويعسر لعلتين : إحداهما عسر الترتيب بالنسبة إلى الأعم الأغلب ، والثانية قلة الضبط فيها بالموازين المشهورة وقلة التنصيص على أنواع الحركات اعتمادا من مصنفيها على ضبطها بالشكل الذي يعكسه التبديل والتحريف عن قريب ، أو اعتمادا على ظهورها عندهم فيهملونها من أصل التصنيف . وأنا أسأل الله أن يجعل علمي وعملي خالصا لوجهه الكريم ، وينفعني وإياكم به إنه هو البر الرحيم .
التالي
السابق