ومما كان من الأحداث
شمسون
وكان من قرية من قرى
الروم قد آمن ، وكانوا يعبدون الأصنام ، وكان على أميال من المدينة ، وكان يغزوهم وحده ويقاتلهم بلحي جمل . فكان إذا عطش انفجر له من الحجر الذي فيه ماء عذب فيشرب منه ، وكان قد أعطي قوة لا يوثقه حديد ولا غيره ، وكان على ذلك يجاهدهم ويصيب منهم ولا يقدرون منه على شيء ، فجعلوا لامرأته جعلا لتوثقه لهم ، فأجابتهم إلى ذلك ، فأعطوها حبلا وثيقا ، فتركته حتى نام وشدت يديه ، فاستيقظ وجذبه ، فسقط الحبل من يديه ، فأرسلت إليهم فأعلمتهم ، فأرسلوا إليها بجامعة من حديد ، فتركتها في يديه وعنقه وهو نائم ، فاستيقظ وجذبها فسقطت من عنقه ويديه ، فقال لها في المرتين : ما حملك على ما صنعت ؟ فقالت : أريد أجرب قوتك وما رأيت مثلك في الدنيا فهل في الأرض شيء يغلبك ؟ قال : نعم شيء واحد ، فلم تزل تسأله حتى قال لها : ويحك لا يضبطني إلا شعري ! فلما نام أوثقت يديه بشعر رأسه ، وكان كثيرا ، فأرسلت إليهم ، فجاءوا فأخذوه فجدعوا أنفه وأذنيه وفقأوا عينيه وأقاموه للناس . وجاء الملك لينظر إليه ، وكانت المدينة على أساطين ، فدعا الله
شمسون أن يسلطه عليهم ، فأمر أن يأخذ بعمودين من عمد المدينة فيجذبهما ، ورد إليه بصره وما أصابوه من جسده ، وجذب العمودين فوقعت المدينة بالملك والناس وهلك من فيها هدما . وكان
شمسون أيام ملوك الطوائف .