[ ص: 178 ] 153
ثم دخلت سنة ثلاث وخمسين ومائة
فيها
عاد المنصور من مكة إلى البصرة فجهز جيشا في البحر إلى الكرك الذين تقدم ذكر إغارتهم على جدة .
وفيها
قبض المنصور على nindex.php?page=showalam&ids=11809أبي أيوب المورياني ، وعلى أخيه وبني أخيه ، وكانت منازلهم المناذر ، وكان قد سعى به كاتبه
أبان بن صدقة .
وقيل : كان سبب قبضه أن
المنصور في دولة
بني أمية ورد على
الموصل وأقام بها مستترا وتزوج امرأة من
الأزد ، ، فحملت منه ، ثم فارق
الموصل وأعطاها تذكرة وقال لها : إذا سمعت بدولة
لبني هاشم فأرسلي هذه التذكرة إلى صاحب الأمر فهو يعرفها ، فوضعت المرأة ولدا سمته
جعفرا ، فنشأ وتعلم الكتابة ، وما يحتاج إليه الكاتب .
وولي
المنصور الخلافة ، فقدم
جعفر إلى
بغداذ ، واتصل
بأبي أيوب فجعله كاتبا بالديوان ، فطلب
المنصور يوما من
أبي أيوب كاتبا يكتب له شيئا ، فأرسل
جعفرا إليه ، فلما رآه
المنصور مال إليه وأحبه ، فلما أمره بالكتابة رآه حاذقا ماهرا ، فسأله من أين هو ، ومن أبوه ، فذكر له الحال وأراه التذكرة ، وكانت معه ، فعرفه
المنصور وصار يطلبه كل وقت بحجة الكتابة ، فخافه
أبو أيوب .
ثم إن
المنصور أحضره يوما وأعطاه مالا ، وأمر أن يصعد إلى
الموصل ويحضر والدته ، فسار من
بغداذ ، وكان
أبو أيوب قد وضع عليه العيون يأتونه بأخباره ، فلما علم مسيره سير وراءه من اغتاله في الطريق فقتله .
فلما أبطأ على
المنصور أرسل إلى [ أمه ]
بالموصل من يسألها عنه ، فذكرت له أنها لا علم لها به إلا أنه
ببغداذ يكتب في ديوان
[ ص: 179 ] الخليفة ، فلما علم
المنصور ذلك أرسل من يقص أثره ، فانتهى إلى موضع وانقطع خبره ، فعلم أنه قتل هناك ، وكشف الخبر فرأى أن قتله من يد
أبي أيوب ، فنكبه وفعل به ما فعل .
وقبض
المنصور أيضا على عباد مولاه ، وعلى
هرثمة بن أعين بخراسان ، وأحضرا مقيدين لتعصبهما
لعيسى بن موسى .
وفيها أخذ
المنصور الناس بتلبيس القلانس الطوال المفرطة الطول ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=12000أبو دلامة :
وكنا نرجي من إمام زيادة فزاد الإمام المصطفى في القلانس
.
وفيها توفي
عبيد ابن بنت ابن أبي ليلى قاضي
الكوفة ، فاستقضي [ مكانه ]
nindex.php?page=showalam&ids=16101شريك بن عبد الله النخعي .
وفيها غزا
الصائفة معيوف بن يحيى الحجوري فوصل إلى حصن من حصون
الروم ليلا وأهله نيام ، فسبى وأسر من كان فيه ، ثم قصد
اللاذقية الخراب ، فسبى منها ستة آلاف رأس سوى الرجال البالغين .
[ ص: 180 ] وحج بالناس هذه السنة
المهدي ، وكان أمير
مكة nindex.php?page=showalam&ids=12218محمد بن إبراهيم ، وأمير
المدينة الحسن بن زيد ، وأمير
مصر nindex.php?page=showalam&ids=14788محمد بن سعيد ، وكان
يزيد بن منصور على
اليمن في قول بعضهم ، وعلى
الموصل إسماعيل بن خالد بن عبد الله بن خالد .
[ الوفيات ]
وفيها مات
nindex.php?page=showalam&ids=17239هشام بن الغاز بن ربيعة الجرشي ، ( وقيل : سنة ست وخمسين ، وقيل : تسع وخمسين ) .
والحسن بن عمارة .
nindex.php?page=showalam&ids=16351وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر .
وثور بن زيد .
nindex.php?page=showalam&ids=16318وعبد الحميد بن جعفر بن عبد الله الأنصاري .
[ ص: 181 ] والضحاك بن عثمان بن عبد الله بن خالد بن حزام من ولد أخي حكيم بن حزام .
nindex.php?page=showalam&ids=16797وفطر بن خليفة الكوفي .
فطر : بالفاء والراء المهملة . (
والجرشي : بضم الجيم ، وبالشين المعجمة ) .