ذكر
غزو الفرنج بالأندلس
في هذه السنة سير
الحكم صاحب
الأندلس جيشا مع
عبد الكريم بن مغيث إلى
بلاد الفرنج ، فدخل البلاد ، وبث السرايا ينهبون ، ويقتلون ، ويحرقون البلاد ، وسير سرية ، فجازوا خليجا من البحر كان الماء قد جزر عنه ، وكان الفرنج قد جعلوا أموالهم وأهليهم وراء الخليج ، ظنا منهم أن أحدا لا يقدر أن يعبر إليهم ، فجاءهم ما لم يكن في حسابهم ، فغنم المسلمون جميع مالهم ، وأسروا الرجال وقتلوا منهم فأكثروا ، وسبوا الحريم ، وعادوا سالمين إلى
عبد الكريم .
وسير طائفة أخرى ، فخربوا كثيرا من بلاد
فرنسية ، وغنم أموال أهلها ، وأسروا الرجال ، فأخبره بعض الأسرى أن جماعة من ملوك الفرنج قد سبقوا المسلمين إلى واد وعر المسلك على طريقهم ، فجمع
عبد الكريم عساكره ، وسار على تعبئة ، وجد السير ، فلم يشعر الكفار إلا وقد خالطهم المسلمون ، فوضعوا السيف فيهم ، فانهزموا ، وغنم ما معهم ، وعاد سالما هو ومن معه .