ذكر
ملك الفرنج مدينة تطيلة بالأندلس
في هذه السنة ملك الفرنج مدينة
تطيلة بالأندلس ، وسبب ذلك أن
الحكم صاحب
الأندلس استعمل ( على ثغور
الأندلس قائدا كبيرا من أجناده ، اسمه
عمروس بن يوسف ، فاستعمل ابنه
يوسف ) على
تطيلة ، وكان قد انهزم من
الحكم أهل بيت من
الأندلس أولو قوة وبأس ، لأنهم خرجوا عن طاعته ، فالتحقوا بالمشركين ، فقوي أمرهم ، واشتدت شوكتهم ، وتقدموا إلى مدينة
تطيلة فحصروها ، وملكوها من المسلمين ، فأسروا أميرها
يوسف بن عمروس ، وسجنوه
بصخرة قيس .
[ ص: 361 ] واستقر
عمروس بن يوسف بمدينة
سرقسطة ليحفظها من الكفار ، وجمع العساكر وسيرها مع ابن عم له ، فلقي المشركين ، وقاتلهم ، ففض جمعهم وهزمهم ، وقتل أكثرهم ، ونجا الباقون منكوبين ، وسار الجيش إلى
صخرة قيس ، فحصروها وافتتحوها ، ولم يقدر المشركون على منعها منهم ، لما نالهم من الوهن بالهزيمة ، ولما فتحها المسلمون خلصوا
يوسف بن عمروس أمير الثغر ، وسيروه إلى أبيه ، وعظم أمر
عمروس عند المشركين ، وبعد صوته فيهم ، وأقام في الثغر أميرا عليه .