ذكر
قتل عبد الرحمن بن جبلة
في هذه السنة قتل
عبد الرحمن بن جبلة الأنباري ، وكان سبب قتله أنه لما خرج في أمان
طاهر أقام يري
طاهرا وأصحابه أنه مسالم لهم ، راض بأمانهم ، ثم اغترهم وهم آمنون ، فركب في أصحابه ، وهجم على
طاهر وأصحابه ولم يشعروا ، فثبت له رجالة
طاهر ، وقاتلوه حتى أخذت الفرسان أهبتها ، واقتتلوا أشد قتال رآه الناس ، حتى تقطعت السيوف ، وتكسرت الرماح ، وانهزم
عبد الرحمن ، وبقي في نفر من أصحابه ، فقاتل ، وأصحابه يقولون له : قد أمكنك الهرب ، فاهرب ، فقال : لا يرى أمير المؤمنين وجهي منهزما أبدا . ولم يزل يقاتل حتى قتل .
وانتهى من انهزم من أصحابه إلى
عبد الله وأحمد ابني
الحرشي ، وكانا في جيش عظيم بقصر اللصوص ، قد سيره
الأمين معونة
لعبد الرحمن ، فلما بلغ المنهزمون إليهما انهزما أيضا في جندهما من غير قتال ، حتى دخلوا
بغداذ ، وخلت البلاد
لطاهر ، فأقبل يحوزها بلدة بلدة ، وكورة كورة ، حتى انتهى إلى
شلاشان من قرى
حلوان ، فخندق بها ، وحصن عسكره ، وجمع أصحابه .