[ ص: 470 ] 200
ثم دخلت سنة مائتين
ذكر
هرب أبي السرايا
في هذه السنة هرب
أبو السرايا من
الكوفة ، وكان قد حصره فيها ( ومن معه )
هرثمة ، وجعل يلازم قتالهم ، حتى ضجروا ، وتركوا القتال ، فلما رأى ذلك
أبو السرايا ، تهيأ للخروج من
الكوفة ، فخرج في ثمانمائة فارس ، ومعه
محمد بن محمد بن زيد ، ودخلها
هرثمة فأمن أهلها ، ولم يتعرض إليهم ، وكان هربه سادس عشر المحرم ، وأتى
القادسية ، وسار منها إلى
السوس بخوزستان فلقي مالا قد حمل من
الأهواز فأخذه وقسمه بين أصحابه .
وأتاه
الحسن بن علي المأموني ، فأمره بالخروج من عمله ، وكره قتاله ، فأبى
أبو السرايا إلا قتاله ، فقاتله ، فهزمه
المأموني وجرحه ، وتفرق أصحابه ، وسار هو
ومحمد بن محمد وأبو الشوك نحو منزل
أبي السرايا برأس عين ، فلما انتهوا إلى
جلولاء ظفر بهم
حماد الكندغوش ، فأخذهم ، وأتى بهم
nindex.php?page=showalam&ids=14115الحسن بن سهل وهو
بالنهروان ، فقتل
أبا السرايا ، وبعث رأسه إلى
nindex.php?page=showalam&ids=15128المأمون ، ونصبت جثته على جسر
بغداذ ، وسير
محمد بن محمد إلى
nindex.php?page=showalam&ids=15128المأمون .
[ ص: 471 ] وأما
هرثمة فإنه أقام
بالكوفة يوما واحدا ( وعاد ) ، واستخلف بها
غسان بن أبي الفرج أبا إبراهيم بن غسان ، صاحب ( حرس ) والي
خراسان .
وسار
علي بن سعيد إلى
البصرة ، فأخذها من العلويين . وكان
زيد بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسن بن علي - عليه السلام - وهو الذي يسمى زيد النار ، وإنما سمي بها لكثرة ما أحرق
بالبصرة من دور العباسيين وأتباعهم ، وكان إذا أتى رجل من المسودة أحرقه ، وأخذ أموالا كثيرة من أموال التجار سوى أموال
بني العباس ، فلما وصل
علي إلى
البصرة استأمنه
زيد فأمنه ، وأخذه ، وبعث إلى
مكة والمدينة واليمن جيشا ، فأمرهم بمحاربة من بها من العلويين .
وكان بين خروج
أبي السرايا وقتله عشرة أشهر .