[ ص: 477 ] ذكر
الغزاة إلى الفرنج
وفي هذه السنة جهز
الحكم أمير
الأندلس جيشا مع
عبد الكريم بن مغيث إلى بلاد الفرنج
بالأندلس ، فسار بالعساكر حتى دخل بأرضهم ، وتوسط بلادهم ، فخربها ونهبها وهدم عدة من حصونها ، [ وكان ] كلما أهلك موضعا وصل إلى غيره ، فاستنفد خزائن ملوكهم .
فلما رأى ملكهم فعل المسلمين ببلادهم كاتب ملوك جميع النواحي مستنصرا بهم ، فاجتمعت إليه النصرانية من كل أوب ، فأقبل في جموع عظيمة بإزاء عسكر المسلمين ، بينهم نهر ، فاقتتلوا قتالا شديدا عدة أيام ، المسلمون يريدون يعبرون النهر ، وهم يمنعون المسلمين من ذلك .
فلما رأى المسلمون ذلك تأخروا عن النهر ، فعبر المشركون إليهم ، فاقتتلوا أعظم قتال ، فانهزم المشركون إلى النهر ، فأخذهم السيف والأسر ، فمن عبر النهر سلم ، وأسر جماعة من كنودهم وملوكهم وقمامصتهم ، وعاد الفرنج يلزمون جانب النهر ، يمنعون المسلمين من جوازه ، فبقوا كذلك ثلاثة عشر يوما ، يقتتلون كل يوم ، فجاءت الأمطار ، وزاد النهر وتعذر جوازه ، فقفل
عبد الكريم عنهم سابع ذي الحجة .