ذكر
وفاة زيادة الله بن الأغلب وابتداء ولاية أخيه
الأغلب
في هذه السنة في الرابع عشر من رجب توفي
زيادة الله بن إبراهيم بن الأغلب ، أمير
إفريقية ، وكان عمره إحدى وخمسين سنة وتسعة أشهر وثمانية أيام ، وكانت إمارته إحدى وعشرين سنة وسبعة أشهر ، وولي بعده أخوه
أبو عفان الأغلب بن إبراهيم بن الأغلب ، فأحسن إلى الجند ، وأزال مظالم كثيرة ، وزاد العمال في أرزاقهم ، وكف أيديهم عن الرعية ، وقطع النبيذ والخمر عن
القيروان ،
[ ص: 49 ] وسير سرية سنة أربع وعشرين ومائتين إلى
صقلية فغنمت وسلمت .
وفي سنة خمس وعشرين ومائتين استأمن عدة حصون من
جزيرة صقلية إلى المسلمين ، منها :
حصن البلوط ،
وابلاطنو ،
وقرلون ،
ومريا .
وسار أسطول المسلمين إلى
قلورية ، ففتحها ، ولقوا أسطول صاحب
القسطنطينية ، فهزموه بعد قتال ، فعاد الأسطول إلى
القسطنطينية مهزوما ، فكان فتحا عظيما .
وفي سنة ست وعشرين ومائتين سارت سرية للمسلمين
بصقلية إلى
قصريانة ، فغنمت ، وأحرقت ، وسبت ، فلم يخرج إليها أحد ، فسارت إلى
حصن الغيران ، وهو أربعون غارا ، فغنمت جميعها .
وتوفي الأمير
أبو عفان فيها على ما نذكره إن شاء الله تعالى .