ذكر
استيلاء مفلح على طبرستان وعوده عنها
في هذه السنة سار
مفلح إلى
طبرستان ، فحارب
nindex.php?page=showalam&ids=14441الحسن بن زيد العلوي ، فانهزم
الحسن ولحق
بالديلم ، ودخل
مفلح البلد ، وأحرق منازل الحسن ، وسار إلى
الديلم في
[ ص: 262 ] طلبه ، ثم عاد عن
طبرستان بعد أن دخلها ، وهزم
nindex.php?page=showalam&ids=14441الحسن بن زيد العلوي ، وعاد
موسى بن بغا من
الري .
وسبب ذلك أن
قبيحة أم المعتز لما رأت اضطراب
الأتراك كتبت إلى
موسى تسأله القدوم عليهم ، وأملت أن يصل قبل أن يفرط في ولدها فارط ، فعزم على الانصراف ، وكتب
مفلح يأمره بالانصراف عن
طبرستان إليه
بالري ، فورد كتابه إلى
مفلح وهو قد توجه إلى
أرض الديلم في طلب
nindex.php?page=showalam&ids=14441الحسن بن زيد العلوي ، فلما أتاه الكتاب رجع ، فأتاه من كان هرب من
الحسن من أهل
طبرستان ، ورجوا العود إلى بيوتهم ، وقالوا له : ما سبب عودك ؟ فأخبرهم بكتاب الأمير إليه يعزم عليه ، ولم يتهيأ
لموسى المسير عن
الري حتى أتاه خبر قتل
المعتز والبيعة
للمهتدي ، فبايعوا
المهتدي .
ثم إن الموالي الذين مع
موسى بلغهم ما أخذ
صالح بن وصيف من أموال الكتاب وأسلاب
المعتز ، فحسدوا المقيمين
بسامرا ، فدعوا
موسى بن بغا بالانصراف ، وقدم عليهم
مفلح وهو
بالري فسار نحو
سامرا ، فكتب إليه
المهتدي يأمره بالعود إلى
الري ولزوم ذلك الثغر ، فلم يفعل ، فأرسل إليه رجلين من
بني هاشم يعرفانه ضيق الأموال عنده ، ويحذرانه غلبة العلويين على ما ( يجعله خلفه ) ، فلم يسمع ذلك .
وكان
صالح بن وصيف يعظم على
المهتدي انصرافه ، وينسبه إلى المعصية والخلاف ، ويتبرأ إلى
المهتدي من فعله ، ولما أتى الرسل
موسى ضج الموالي ، وكادوا أن يثبوا بالرسل ، ورد
موسى الجواب يتعذر بتخلف من معه عن الرجوع إلى قوله دون ورود باب أمير المؤمنين ، ويحتج بما عاين الرسل ، وأنه إن تخلف عنهم قتلوه ، وسير مع الرسل جماعة من أصحابه ، فقدموا
سامرا سنة ست وخمسين ومائتين .