ذكر
استيلاء مساور على الموصل
لما انهزم عسكر
الموصل من
مساور الخارجي ، كما ذكرناه ، قوي أمره ، وكثر أتباعه ، فسار من موضعه ، وقصد
الموصل ، فنزل بظاهرها عند الدير الأعلى ، فاستتر أمير البلد منه ، وهو
عبد الله بن سليمان ، لضعفه عن مقاتلته ، ولم يدفعه أهل
الموصل أيضا
[ ص: 263 ] ( لميلهم إلى الخلاف ) ، فوجه
مساور جمعا إلى دار
عبد الله أمير البلد ، فأحرقها ، ودخل
مساور الموصل بغير حرب ، فلم يعرض لأحد .
وحضرت الجمعة ، فدخل المسجد الجامع ، وحضر الناس ، أو من حضر منهم ، فصعد المنبر وخطب عليه ، فقال في خطبته : اللهم أصلحنا ، وأصلح ولاتنا ! ولما دخل في الصلاة جعل إبهاميه في أذنيه ، ثم كبر ست تكبيرات ، ثم قرأ بعد ذلك ، ولما خطب جعل على درج المنبر من أصحابه من يحرسه بالسيوف ، وكذلك في الصلاة ; لأنه خاف من أهل
الموصل ، ثم فارق
الموصل ، ولم يقدم على المقام بها لكثرة أهلها ، وسار إلى الحديثة ; لأنه كان اتخذها دار هجرته .