[ ص: 359 ] ذكر
استعمال مسرور البلخي على الأهواز وانهزام الزنج منه
وفيها استعمل
الموفق مسرورا البلخي على
كور الأهواز ، فولى
مسرور ذلك
تكين البخاري ، فسار إليها
تكين ، وكان
علي بن أبان ، والزنج قد أحاطوا
بتستر ، فخاف أهلها ، وعزموا على تسليمها إليهم ، فوافاهم في تلك الحال
تكين البخاري ، فواقع
علي بن أبان قبل أن ينزع ثيابه ، فانهزم
علي ،
والزنج ، وقتل منهم كثير ، وتفرقوا ، ونزل
تكين بتستر ، وهذه الواقعة تعرف
بوقعة باب كورك ، وهي مشهورة .
ثم إن
عليا قدم عليها جماعة من قواد
الزنج ، فأمرهم بالمقام
بقنطرة فارس ، فهرب منهم غلام رومي إلى
تكين ، وأخبره بمقامهم بالقنطرة ، وتشاغلهم بالنبيذ ، وتفرقهم في جمع الطعام ، فسار
تكين إليهم ليلا ، فأوقع بهم ، وقتل من قوادهم جماعة ، فانهزم الباقون .
وسار
تكين إلى
علي بن أبان ، فلم يقف له
علي ، وانهزم ، وأسر غلام له يعرف
بجعفرويه ، ورجع إلى
الأهواز ، ورجع
تكين إلى
تستر ، وكتب
علي إلى
تكين يسأله الكف عن قتل غلامه ، فحبسه .
ثم تراسل
علي ،
وتكين ، وتهاديا ، فبلغ الخبر
مسرورا بميل
تكين إلى
الزنج ، فسار حتى وافى
تكين ، وقبض عليه ، وحبسه عند
إبراهيم بن جعلان ، حتى مات ، وتفرق أصحاب
تكين ، ففرقة سارت إلى
الزنج ، وفرقة إلى
محمد بن عبيد الله الكردي ، فبلغ ذلك
مسرورا فأمنهم ، فجاءه منهم الباقون .
وكان بعض ما ذكرناه من أمر
مسرور سنة خمس وستين ، وبعضه سنة ست وستين ومائتين .