[ ص: 447 ] 275
ثم دخلت سنة خمس وسبعين ومائتين
ذكر
الاختلاف بين خمارويه وابن أبي الساج قد ذكرنا اتفاق
ابن أبي الساج ،
nindex.php?page=showalam&ids=15836وخمارويه بن طولون ، وطاعة
ابن أبي الساج له ، فلما كان الآن خالف
ابن أبي الساج على
خمارويه ، فسمع
خمارويه الخبر ، فسار عن
مصر في عساكره نحو
الشام ، فقدم إليه آخر سنة أربع وسبعين [ ومائتين ] ، فسار
ابن أبي الساج إليه ، فالتقوا عند ثنية العقاب بقرب
دمشق ، واقتتلوا في المحرم من هذه السنة ، كان القتال بينهما ، فانهزمت ميمنة
خمارويه ، وأحاط باقي عسكره
بابن أبي الساج ، ومن معه ، فمضى منهزما ، واستبيح معسكره ، وأخذت الأثقال ، والدواب ، وجميع ما فيه .
وكان قد خلف
بحمص شيئا كثيرا ، فسير إليه
خمارويه قائدا في طائفة من العسكر جريدة فسبقوا
ابن أبي الساج إليها ، ومنعوه من دخولها والاعتصام بها ، واستولوا على ما له فيها ، فمضى
ابن أبي الساج منهزما إلى
حلب ، ثم منها إلى
الرقة ، فتبعه
خمارويه ، ففارق
الرقة ، فعبر
خمارويه الفرات ، ( سار في أثر
ابن أبي الساج ، فوصل
خمارويه إلى مدينة
بلد ، وكان قد سبقه
ابن أبي الساج إلى
الموصل ) .
فلما سمع
ابن أبي الساج بوصوله إلى
بلد سار عن
الموصل إلى
الحديثة ، وأقام
خمارويه ببلد ، وعمل له سريرا طويل الأرجل ، فكان يجلس عليه في
دجلة ، هكذا ذكر
أبو زكرياء يزيد بن إياس الأزدي الموصلي صاحب " تاريخ
الموصل " : أن
خمارويه وصل إلى
بلد ، وكان إماما فاضلا عالما بما يقول وهو يشاهد الحال .