ذكر
الفتنة بطرسوس
وفيها ثار الناس ،
بطرسوس ، بالأمير
محمد بن موسى ، فقبضوا عليه .
وسبب ذلك أن
الموفق لما توفي كان له خادم من خواصه يقال له :
راغب ، فاختار الجهاد ، فسار إلى
طرسوس على عزم المقام بها ، فلما وصل إلى
الشام سير ما معه من دواب ، وآلات ، وخيام وغير ذلك إلى
طرسوس ، وسار هو جريدة إلى
خمارويه ليزوره ، ويعرفه عزمه ، فلما لقيه
بدمشق أكرمه
خمارويه ، وأحبه ، وأنس به ، واستحيا راغب أن يطلب منه المسير إلى
طرسوس ، فطال مقامه عنده ، فظن أصحابه أن
خمارويه قبض عليه ، فأذاعوا ذلك ، فاستعظمه الناس ، وقالوا : يعمد إلى رجل قصد الجهاد في سبيل الله فقبض عليه ! ثم شغبوا على أميرهم
محمد ابن عم
خمارويه ، وقبضوا عليه ، وقالوا : لا يزال في الحبس إلى أن يطلق ابن عمك راغبا ، ونهبوا داره ، وهتكوا حرمه .
وبلغ الخبر إلى
خمارويه ، فأطلع راغبا عليه ، وأذن له في المسير إلى
طرسوس ، فلما بلغ إليها أطلق أهلها أميرهم ، فلما أطلقوه قال لهم : قبح الله جواركم ! وسار عنهم إلى
البيت المقدس ، فأقام به ، ولما سار عن
طرسوس عاد
العجيفي إلى ولايتها .