عني ملامك ليس حين ملام هيهات أجدب زائد الأيام ظأرت عنايات الصبا عن مفرقي
ومضى أوان شراستي وغرامي ألقى الأحبة بالعراق عصيهم
وبقيت نصب حوادث الأيام وتقاذفت بأخي النوى ورمت
به رمي العبيد قطيعة الأرحام فلأقرعن صفاة دهر نابهم
قرعا يهز رواسي الأعلام ولأضربن الهام دون حريمهم
ضرب القدار بقيعة القدام ولأتركن الواردين حياضهم
بقرارة لموطئ الأقدام يا بدر إنك لو شهدت مواقفي
والموت يلحظ والسيوف دوامي لذممت رأيك في إضاعة حرمتي
ولضاق ذرعك في اطراح ذمامي
[ ص: 493 ] حركتني بعد السكون وإنما
حركت من حصن جبال تهام وعجمتني فعجمت مني من حمى
خشن المناكب كل يوم زحام قل للأمير أبي محمد الذي
يجلو بغرته دجى الإظلام أسكنتني ظل العلا فسكنته
في عيشة رغد وعز نام حتى إذا خليت عني نابني
نوب أتت وتنكرت أيامي فلأشكرن جميل ما أوليتني
ما غردت في الأيك ورق حمام هذا أبو حفص يدي وذخيرتي
للنائبات وعدتي وسنامي ناديته فأجابني وهززته فهززت
حد الصارم الصمصام من رام أن يغضي الجفون على
القذى أو يستكين يروم غير مرام ويخيم حين يرى الأسنة شرعا
والبيض مصلتة لضرب الهام
قد رأى النوشري حين التقينا من إذا أشرع الرماح يفر
جاء في قسطل لهام فصلنا صولة دونها الكماة تهر
[ ص: 494 ] ولواء النوشري آثار نار رويت عند ذاك بيض وسمر
غر بدرا حلمي وفضل أتاني واحتمالي للعبء مما يغر
سوف يأتيه من خيولي قب لاحقات البطون جون وشقر
يتنادون كالسعالي عليها من بني وائل أسود تكر
لست بكرا إن لم أدعهم حديثا ما سرى كوكب وما كر دهر