[ ص: 540 ] ذكر عدة حوادث
وفيها جاءت أخبار أن
حوى وما يليها جاءها سيل فغرق نحو من ثلاثين فرسخا ، وغرق خلق كثير ، وغرقت المواشي والغلات ، وخربت القرى ، وأخرج من الغرقى ألف ومائتا نفس ، سوى من لم يلحق منهم .
وفيها
خلع المكتفي على nindex.php?page=showalam&ids=16970محمد بن سليمان كاتب الجيش ، وعلى جماعة من القواد وأمرهم بالمسير إلى
الشام ،
ومصر لأخذ الأعمال من
nindex.php?page=showalam&ids=17222هارون بن خمارويه ، لما ظهر من عجزه ، وذهاب رجاله بقتل
القرمطي ، فسار عن
بغداذ في رجب وهو في عشرة آلاف رجل ، وجد في السير .
وفيها خرجت الترك في خلق كثير لا يحصون إلى وراء النهر ، وكان في عسكرهم سبعمائة قبة تركية ، ولا يكون إلا للرؤساء منهم ، فوجه إليهم
nindex.php?page=showalam&ids=12436إسماعيل بن أحمد جيشا كثيرا ، وتبعهم من المتطوعة خلق كثير ، فساروا نحو الترك ، فوصلوا إليهم وهم غارون ، فكبسهم المسلمون مع الصبح ، فقتلوا منهم خلقا عظيما لا يحصون ، وانهزم الباقون ، استبيح عسكرهم ، وعاد المسلمون سالمين غانمين .
وفيها خرج من الروم عشرة صلبان مع كل صليب عشرة آلاف إلى الثغور ، فقصد جماعة منهم إلى الحدث ، فأغاروا ، وسبوا ، وأحرقوا .
وفيها سار المعروف بغلام زرافة من
طرسوس نحو بلاد الروم ، ففتح مدينة
[ ص: 541 ] أنطالية ، وهي تعادل
القسطنطينية ، فتحها بالسيف عنوة ، فقتل خمسة آلاف رجل وأسر مثلهم ، واستنفذ من الأسارى خمسة آلاف ، وأخذ لهم ستين مركبا فحمل فيها ما غنم لهم من الأموال والمتاع ، والرقيق ، وقدر نصيب كل رجل ألف دينار ، وهذه المدينة على ساحل البحر ، فاستبشر المسلمون بذلك .
[ ص: 542 ] وحج بالناس
الفضل بن عبد الملك بن عبد الله بن العباس .
[ الوفيات ]
وفيها توفي
القاسم بن عبيد الله ، وزير الخليفة ، في ذي القعدة ، وكان عمره اثنين وثلاثين سنة وسبعة أشهر ، واثنين وعشرين يوما ، ولما مات قال
ابن سيار :
أمات ليحيا ، فما إن حيي ، وأفنى ليبقى ، فما إن بقي وما زال في كل يوم يرى
أمارة حتف وشيك وحي ومازال يسلح من دبره إلى
أن خري النفس فيما خري
وفيها مات
أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعيد بن عبد الرحمن الماستواي الفقيه
بنيسابور .
(
ومحمد بن محمد الجزوعي ) ، قاضي
الموصل ببغداذ .
( وفيها توفي
أبو العباس أحمد بن يحيى الشيباني النحوي ، وكان عالما بنحو الكوفيين ، كان موته
ببغداذ ) .