[ ص: 609 ] 298
ثم دخلت سنة ثمان وتسعين ومائتين
ذكر
استيلاء nindex.php?page=showalam&ids=12070أحمد بن إسماعيل على سجستان
في هذه السنة ، في رجب ، استولى
أبو نصر أحمد بن إسماعيل الساماني على
سجستان .
وسبب ذلك أنه لما استقر أمره ، وثبت ملكه ، خرج في سنة سبع وتسعين ومائتين إلى
الري ، وكان يسكن
بخارى ، ثم سار إلى
هراة ، فسير منها جيشا في المحرم سنة ثمان وتسعين إلى سجستان ، وسير جماعة من أعيان قواده وأمرائه ، منهم
أحمد بن سهل ،
ومحمد بن المظفر ،
وسيمجور الدواتي ، وهو والد آل سيمجور ولاة
خراسان للسامانية ، وسيرد ذكرهم ، واستعمل
أحمد على هذا الجيش
الحسين بن علي المروروذي ، فساروا حتى أتوا
سجستان ، وبها
المعدل بن علي بن الليث الصفار وهو صاحبها .
فلما بلغ
المعدل خبرهم سير أخاه
أبا علي محمد بن علي بن الليث إلى
بست والرخج ليحمي أموالها ، ويرسل منها الميرة إلى
سجستان ، فسار الأمير
nindex.php?page=showalam&ids=12070أحمد بن إسماعيل إلى
أبي علي ببست ،
وجاذبه ، وأخذه أسيرا ، وعاد به إلى
هراة .
وأما الجيش الذي
بسجستان فإنهم حصروا
المعدل ، وضايقوه ، فلما بلغه أن أخاه
أبا علي محمدا قد أخذ أسيرا ، صالح
الحسين بن علي ، واستأمن إليه ، فاستولى
الحسين على
سجستان ، فاستعمل عليها الأمير
أحمد أبا صالح منصور بن إسحاق ، وهو ابن عمه ، وانصرف
الحسين عنها ومعه
المعدل إلى
بخارى ، ثم إن
سجستان خالف أهلها سنة ثلاثمائة على ما نذكره .
ولما استولى
السامانية على
سجستان بلغهم خبر مسير
سبكري في المفازة من
[ ص: 610 ] فارس إلى
سجستان ، فسيروا إليه جيشا ، فلقوه وهو وعسكره قد أهلكهم التعب ، فأخذوه أسيرا ، واستولوا على عسكره ، وكتب الأمير
أحمد إلى
المقتدر بذلك ، وبالفتح ، فكتب إليه يشكره على ذلك ، ويأمره بحمل
سبكري ،
ومحمد بن علي بن الليث ، إلى
بغداذ ، فسيرهما ، وأدخلا
بغداذ مشهورين على فيلين ، وأعاد
المقتدر رسل
أحمد ، صاحب
خراسان ، ومعهم الهدايا والخلع .
ذكر عدة
حوادث
فيها أطلق
الأمير أحمد بن إسماعيل عمه
إسحاق بن أحمد من محبسه ، وأعاده إلى
سمرقند وفرغانة .
وفيها توفي
محمد بن جعفر العبرتاي ،
وقنبج الخادم أمير
فارس ، فاستعمل عليها
عبد الله بن إبراهيم المسمعي ، وأضاف إليه
كرمان .
وفيها جعلت
أم موسى الهاشمية قهرمانة دار المقتدر بالله ، فكانت تؤدي الرسائل من
المقتدر وأمه ، إلى الوزير ، وإنما ذكرناها لأن لها فيما بعد من الحكم في الدولة ما أوجب ذكرها ، وإلا كان الإضراب عنها أولى .
وفيها غزا
القاسم بن سيما الصائفة .
وفيها في رجب ، توفي
المظفر بن جاخ ، أمير اليمن ، وحمل إلى
مكة ودفن بها ، واستعمل الخليفة على
اليمن بعده ملاحظا .
[ ص: 611 ] وحج بالناس في هذه السنة
الفضل بن عبد الملك الهاشمي .
وفيها ، في شعبان ، أخذ جماعة
ببغداذ ، قيل إنهم أصحاب رجل يدعي الربوبية ، يعرف
بمحمد بن بشر .
وفيها هبت ريح شديدة حارة صفراء بحديثة
الموصل ، فمات لشدة حرها جماعة كثيرة .
[
الوفيات ]
وفيها توفي
أبو القاسم جنيد بن محمد الصوفي ، وكان إمام الدنيا في زمانه ، وأخذ الفقه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11956أبي ثور ، صاحب
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، والتصوف عن
nindex.php?page=showalam&ids=14479سري السقطي .
وفيها توفي
أبو برزة الحاسب ، واسمه الفضل بن محمد .
وفيها توفي
القاسم بن العباس ( أبو محمد ) المعشري ، وإنما قيل له
المعشري لأنه
ابن بنت أبي معشر نجيح المدني ، وكان زاهدا فقيها .
وفيها توفي
أحمد بن سعيد بن مسعود بن عصام أبو العباس ، (
ومحمد بن إياس والد أبي زكرياء ، صاحب تاريخ
الموصل ، وكان خيرا فاضلا ، وهو
أزدي .