ذكر
استيلاء أسفار على جرجان
في هذه السنة استولى
أسفار بن شيرويه الديلمي على
جرجان ، وكان ابتداء أمره أنه كان من أصحاب
ماكان بن كالي الديلمي ، وكان سيئ الخلق والعشرة ، فأخرجه
ماكان من عسكره ، فاتصل
ببكر بن محمد بن أليسع ، وهو
بنيسابور ، وخدمه ، فسيره
بكر بن محمد إلى
جرجان ليفتحها . وكان
ماكان بن كالي ، ذلك الوقت ،
بطبرستان ، وأخوه
أبو الحسن بن كالي بجرجان ، وقد اعتقل
أبا علي بن أبي الحسين الأطروش العلوي عنده ، فشرب
أبو [ ص: 716 ] الحسن بن كالي ليلة ومعه أصحابه ففرقهم ، وبقي في بيت هو
والعلوي ، فقام إلى
العلوي ليقتله ، فظفر به
العلوي وقتله ، وخرج من الدار واختفى ، فلما أصبح أرسل إلى جماعة من القواد يعرفهم الحال ففرحوا بقتل
أبي الحسن بن كالي ، وأخرجوا
العلوي ، وألبسوه القلنسوة وبايعوه ، فأمسى أسيرا ، وأصبح أميرا ، وجعل مقدم جيشه
علي بن خرشيد ورضي به الجيش ، وكاتبوا
أسفار بن شيرويه ، وعرفوه الحال ، واستقدموه إليهم ، فاستأذن
بكر بن محمد وسار إلى
جرجان ، واتفق مع
علي بن خرشيد ، وضبطوا تلك الناحية ، فسار إليهم
ماكان بن كالي ، من
طبرستان ، في جيشه ، فحاربوه وهزموه وأخرجوه عن
طبرستان ، وأقاموا بها ومعهم
العلوي ، فلعب يوما بالكرة ، فسقط عن دابته فمات .
ثم مات
علي بن خرشيد صاحب الجيش ، وعاد
ماكان بن كالي إلى
أسفار ، فحاربه ، فانهزم
أسفار منه ، ورجع إلى
بكر بن محمد بن أليسع ، وهو
بجرجان ، وأقام بها إلى أن توفي
بكر بها ، فولاها الأمير السعيد
نصر بن أحمد ،
أسفار بن شيرويه ، وذلك سنة خمس عشرة وثلاثمائة ، وأرسل
أسفار إلى
nindex.php?page=showalam&ids=17062مرداويج بن زيار الجيلي يستدعيه ، فحضر عنده ، وجعله أمير الجيش ، وأحسن إليه ، وقصدوا
طبرستان واستولوا عليها .
ونحن نذكر حال ابتداء
nindex.php?page=showalam&ids=17062مرداويج وكيف تقلبت به الأحوال .