ذكر تأكد
الوحشة بين مؤنس والمقتدر
في هذه السنة ، في ذي الحجة ، تجددت الوحشة بين
مؤنس والمقتدر ، حتى آل ذلك إلى قتل
المقتدر .
وكان سببها ما ذكرنا أولا في غير موضع ، فلما كان الآن بلغ
مؤنسا أن الوزير
الحسين بن القاسم قد وافق جماعة من القواد في التدبير عليه ، فتنكر له
مؤنس ، وبلغ
الحسين أن
مؤنسا قد تنكر له ، وأنه يريد أن يكبس داره ليلا ويقبض عليه ، فتنقل في عدة مواضع ، وكان لا يحضر داره إلا بكرة ، ثم إنه انتقل إلى دار الخلافة ، فطلب
مؤنس من
المقتدر عزل
الحسين ومصادرته ، فأجاب إلى عزله ولم يصادره ، وأمر
الحسين بلزوم بيته ، فلم يقنع
مؤنس بذلك ( فبقي في وزارته ) .
وأوقع
الحسين عند
المقتدر أن
مؤنسا يريد أخذ ولده
أبي العباس ، وهو الراضي ، من داره بالمحرم ، والمسير به إلى
الشام ، والبيعة له ، فرده
المقتدر إلى دار الخلافة ، فعلم ذلك
أبو العباس ، فلما أفضت الخلافة إليه فعل
بالحسين ما نذكر .
وكتب
الحسين إلى
هارون ، وهو بدير العاقول ، بعد انهزامه من
nindex.php?page=showalam&ids=17062مرداويج ، ليستقدمه
[ ص: 763 ] إلى
بغداذ ، وكتب إلى
محمد بن ياقوت ، وهو
بالأهواز . يأمره بالإسراع إلى
بغداذ ، فزاد استشعار
مؤنس ، وصح عنده أن
الحسين يسعى في التدبير عليه ، وسنذكر تمام أمره سنة عشرين وثلاثمائة .