ذكر عدة حوادث
في هذه السنة
اجتمعت بنو ثعلبة إلى بني أسد القاصدين إلى أرض الموصل ومن معهم من طي ، فصاروا يدا واحدة على بني مالك ومن معهم من
تغلب ، وقرب بعضهم من بعض للحرب ، فركب
nindex.php?page=showalam&ids=17190ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان في أهله ورجاله ، ومعه
أبو الأغر بن سعيد بن حمدان للصلح بينهم ، فتكلم
أبو الأغر ، فطعنه رجل من حزب
بني ثعلبة فقتله ، فحمل عليهم ناصر الدولة ومن معه ، فانهزموا وقتل منهم ، وملكت بيوتهم ، وأخذ حريمهم وأموالهم ، ونجوا على ظهور خيولهم ، وتبعهم ناصر الدولة إلى الحديثة ، فلما وصلوا إليها لقيهم
يأنس غلام مؤنس ، وقد ولي
الموصل ، ( وهو مصعد إليها ) ، فانضم إليه
بنو ثعلبة وبنو أسد ، وعادوا إلى
ديار ربيعة .
[ ص: 12 ] وفيها ورد الخبر إلى
بغداذ بوفاة تكين الخاصة
بمصر ، وكان أميرا عليها ، فولي مكانه ابنه
محمد ، وأرسل له
القاهر بالله الخلع ، وثار الجند
بمصر ، فقاتلهم
محمد وظفر بهم .
وفيها أمر
علي بن بليق قبل قبضه ، وكاتبه
الحسن بن هارون بلعن
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية بن أبي سفيان وابنه
يزيد على المنابر
ببغداد ، فاضطربت العامة ، فأراد
علي بن بليق أن يقبض على
البربهاري رئيس الحنابلة ، وكان يثير الفتن هو وأصحابه ، فعلم بذلك فهرب ، فأخذ جماعة من أعيان أصحابه ، وحبسوا وجعلوا في زورق ، وأحدروا إلى
عمان .
وفيها أمر
القاهر بتحريم الخمر والغناء وسائر الأنبذة ، ونفى بعض من كان يعرف بذلك إلى
البصرة والكوفة ، وأما الجواري المغنيات فأمر ببيعهن على أنهن سوذاج لا يعرفن الغناء ، ثم وضع من يشتري له كل حاذقة في صنعة الغناء ، فاشترى منهن ما أراد بأرخص الأثمان ، وكان
القاهر مشتهرا بالغناء والسماع ، فجعل ذلك طريقا إلى تحصيل غرضه رخيصا ، نعوذ بالله من هذه الأخلاق التي لا يرضاها عامة الناس .
[ الوفيات ]
وفيها
توفي nindex.php?page=showalam&ids=13147أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد اللغوي في شعبان ،
وأبو هاشم بن أبي علي الجبائي المتكلم المعتزلي في يوم واحد ، ودفنا بمقابر
الخيزران .
[ ص: 13 ] وفيها
توفي nindex.php?page=showalam&ids=14898محمد بن يوسف بن مطر الفربري ، وكان مولده سنة إحدى وثلاثين ومائتين ، وهو الذي روي " صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري " عنه ، ( وكان قد سمعه عشرات ألوف من
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ) ، فلم ينتشر إلا عنه ، وهو منسوب إلى
فربر بالفاء والراءين المهملتين ، وبينهما باء معجمة موحدة ، وهي من قرى
بخارى .