ذكر
وفاة المهدي صاحب إفريقية ، وولاية ولده القائم في هذه السنة في شهر ربيع الأول ، توفي
المهدي أبو محمد عبيد الله العلوي بالمهدية ، وأخفى ولده
أبو القاسم موته سنة لتدبير كان له ، وكان يخاف أن يختلف الناس عليه إذا علموا بموته ، وكان عمر
المهدي لما توفي ثلاثا وستين سنة ، وكانت ولايته منذ دخل
رقادة ودعي له بالإمامة إلى أن توفي أربعا وعشرين سنة وشهرا وعشرين يوما .
ولما توفي ملك بعده ابنه
أبو القاسم محمد ، وكان أبوه قد عهد إليه ، ولما أظهر وفاة والده كان قد تمكن وفرغ من جميع ما أراده ، واتبع سنة أبيه ، وثار عليه جماعة ، فتمكن منهم ، وكان من أشدهم رجل يقال له
ابن طالوت القرشي في ناحية
طرابلس ، ويزعم أنه ولد
المهدي ، فقاموا معه ، وزحف إلى مدينة
طرابلس ، فقاتله أهلها ، ثم تبين
للبربر كذبه ، فقتلوه وحملوا رأسه إلى
القائم .
وجهز
القائم أيضا جيشا كثيفا مع
ميسور الفتى إلى
المغرب ، فانتهى إلى
فاس ، وإلى
تكرور ، وهزم خارجيا هناك ، وأخذ ولده أسيرا ، وسير أيضا جيشا في البحر ، وقدم
[ ص: 22 ] عليهم رجلا اسمه
nindex.php?page=showalam&ids=17382يعقوب بن إسحاق إلى
بلد الروم ، فسبى وغنم في بلد
جنوة ، وسير جيشا آخر مع خادمه
زيدان ، وبالغ في النفقة عليهم وتجهيزهم إلى
مصر ، فدخلوا
الإسكندرية ، فأخرج إليهم
محمد الإخشيد عسكرا كثيفا ، فقاتلهم ، وهزموا المغاربة ، وقتلوا فيهم وأسروا ، وعاد المغاربة مفلولين .