ذكر
قتل أبي الحسين البريدي وإحراقه
في هذه السنة في ربيع الأول ، قدم
أبو الحسين البريدي إلى
بغداذ مستأمنا إلى
توزون ، فأمنه ، وأنزله
أبو جعفر بن شيرزاد إلى جانب داره ، وأكرمه ، وطلب أن يقوي يده على ابن أخيه ، وضمن أنه إذا أخذ
البصرة يوصل له مالا كثيرا ، فوعدوه النجدة والمساعدة ، فأنفذ ابن أخيه من
البصرة مالا كثيرا ( خدم به )
توزون وابن شيرزاد ، فأنفذوا له الخلع وأقروه على عمله .
فلما علم
أبو الحسين بذلك سعى في أن يكتب
لتوزون ، ويقبض على
ابن شيرزاد ، فعلم
ابن شيرزاد بذلك ، فسعى به إلى أن قبض عليه ، وقيد وضرب ضربا عنيفا ، وكان
أبو عبد الله بن أبي موسى الهاشمي قد أخذ أيام
ناصر الدولة فتوى الفقهاء
[ ص: 152 ] والقضاة بإحلال دمه ، فأحضرها ، وأحضر القضاة والفقهاء في دار الخليفة ، وأخرج
أبو الحسين ، وسئل الفقهاء عن الفتاوى ، فاعترفوا أنهم أفتوا بذلك ، فأمر بضرب رقبته ، فقتل وصلب ، ثم أنزل وأحرق ، ونهبت داره ، وكان هذا آخر أمر
البريديين ، وكان قتله منتصف ذي الحجة .
وفيها نقل
المستكفي بالله القاهر بالله من دار الخلافة إلى دار
nindex.php?page=showalam&ids=13312ابن طاهر ، وكان قد بلغ به الضر والفقر إلى أن كان ملتفا بقطن جبة ، وفي رجله قبقاب خشب .